هل ستكون ” المجالس الاستشارية ” الصوت المسموع لطلبة التعليم العالي؟

في فصلهم الأخير.. يستعد عدد من الطلاب الذين أداروا حملة “ليولد كبيرا” للتخرج، الحملة التي طالبت بإنشاء اتحاد طلابي بجامعة السلطان قابوس؛ ليلحقوا بأصدقائهم الذين سبقوهم بالتخرج دون أن تصدق الوعود بأي نتيجة إيجابية لإيجاد مجلس يمثل المشروع الواعد الذي ينادي بصوت موحد للطلاب.

بعد أربعة أعوام من التخطيط، والعمل المتواصل لوضع قوام مشروع الاتحاد الطلابي، يستبشر الطلاب بالدعوات التي تلقوها الأسبوع الماضي من وزارة التعليم العالي لحضور التدشين الرسمي للدليل التنظيمي الخاص بـ”المجالس الاستشارية الطلابية” كما اتفق على تسميتها، حيث سيتم تدشين الدليل الخميس المقبل الموافق 30 أكتوبر.

ماهي ملامح المجالس المنتظرة؟

قيس المقرشي وهو أحد طلاب جامعة السلطان قابوس ممن أداروا حملة “ليولد كبيرا” منذ 2011؛ يكمل الآن فصله الأخير بالجامعة على أمل أن تشهد الجامعة أول انتخابات رسمية لاختيار أعضاء ممثلين للطلاب في المجلس الاستشاري الذي لم تتضح ملامحه ولا صلاحياته حتى الآن.

المقرشي أكد بعد اجتماعاته مع المسؤولين الذين التقى بهم مع زملائه لدفع مشروع المجالس الاستشارية: “في كل مرة يخبرونا أننا على مشارف المرحلة النهائية لاعتماد المشروع .. يقال لنا “قريبا” ستكون هناك أخبار طيبة”.

يرى المقرشي أن تدشين الدليل التنظيمي يمثل الانطلاقه الحقيقية نحو الإشراك الفعلي للطلاب فيما يخص ممؤسساتهم التعليمية والوقوف على قضاياهم وممارسة العملية الانتخابية بينهم. ويرى أن هذه المجالس “ستعطى الصلاحيات المطلوبة والمتناسبة مع فترتها الأولى وانطلاقتها المبدئية؛ “ولكن يتبقى على الطلاب أنفسهم أن يسعوا إلى تفعيل هذه الصلاحيات وعدم التهاون في إنجاح عمل هذه المجالس وتحقيق أهدافها”.

تؤكد سالمة المقحوصية طالبة في عامها الأخير بالجامعة وكانت ضمن الطلاب الذين أداروا حملة “ليولد كبيرا”، بأنها مُتفائلة بتدشين المجالس الاستشارية الطلابية، و بالصلاحيات التي سَتكون لهذه المجالس. تؤكد المقحوصية بأن الطلبة المشاركين في اجتماعات وزارة التعليم العالي الذي خصص لمناقشة لوائح المجلس، خرجوا بانطباعات ايجابية ، وتم أخذ ارائهم بجدية، وهذا ما يجعل المقحوصية متفائلة بالصلاحيات التي ستعطى في بدء عمل المجلس، والصلاحيات التي سيتم إقرارها لاحقا في حال طالب الطلاب بصلاحيات جديدة”.

أما المعتصم المعمري الذي طوى سنواته الجامعية وبدأ مشواره الوظيفي دون أن يلمس شيئا من تلك الوعود التي مضت عليها السنون، يتلقى خبر تدشين الدليل التنظيمي للمجالس الاستشارية بقوله “سأتمسك بحسن الظن وأقول أن المجالس الطلابية ستكون فاعلة وعملية كما كنا نخطط لها”. يقول المعمري بأن عدم إعطاء المجالس الطلابية الصلاحيات الكافية والاستقلالية المناسبة سيصيب الطلاب “بإحباط شديد وهو خسارة وطنية قبل كل شيء”.

لماذا التأخير ؟

يرى قيس المقرشي أن تأخير صدور الدليل التنظيمي لعمل هذه المجالس بأنه تأخير “غير مبرر” من قبل الجهات التي تعمل على المشروع، سواء من قبل وزارة التعليم العالي، أو مجلس التعليم.. يؤكد المقرشي بأن الأخير أوقف مشروع تصور المجالس الاستشارية الطلابية منذ شهر أكتوبر 2013 إلى مايو 2014 دون أن ينظر له؛ وذلك بسبب “سوء فهم” من المجلس لفكرة الاتحاد؛ حيث كان فهم المؤسسة أن المشروع هو “لاتحاد عام يمثل طلاب السلطنة عامة”، وليس اتحادات خاصة بكل مؤسسة من مؤسسات التعليم العالي، الأمر الذي جعل تؤخر هذا المشروع وتفقدنا كثيرا من الوقت لإقراره.

يضيف المقرشي: أخبرنا بعض المسؤولون بوزارة التعليم العالي أن التأخير هذا جاء أيضا “بسبب بعض الأمور القانونية التي تتطلب إصدار قوانين ولوائح تنظيمية تأخذ كثيرا من الوقت” لتنظيم عمل هذه المجالس.

 ماذا قدمت الجامعة؟

يؤكد المقرشي بكثير من الأسف: “الجامعة لم تقف معنا في عملنا لإيجاد اتحاد طلابي ولو بالشيء البسيط.. لم تساعدنا حتى في حملتنا التوعوية لتعريف الطلاب بأهمية وجود مثل هذا الاتحاد” يوضح المقرشي “لم تسمح لنا إدارة الجامعة باستخدام البريد الجامعي منذ عام 2012، ولاسمحت لنا بحجز القاعات رغم تقديم التصورات والطلبات الرسمية للدوائر المسؤولة بالجامعة”.

يقول المقرشي ضمن المآخذ التي أخذها مع زملائه على الجامعة “كنا نضطر للجوء لبعض الأعضاء الآخرين في مجلس التعليم لمتابعة مستجدات المشروع؛ رغم أن رئيس الجامعة ورئيسة مجلس الجامعة هم أعضاء في مجلس التعليم؛ وكان الأجدر أن يقفوا هم إلى جانبنا، لكنهم لم يفعلوا”.

يحمل المعتصم المعمري جامعة السلطان قابوس مسؤولية كبيرة بوصفها المؤسسة الأم والأكبر بين مؤسسات التعليم العالي، يقول “الجامعة تحمل مسؤولية وطنية تتمثل في رفع الوعي الشبابي بأهمية المشاركة المجتمعية عموما، وثقافة التصويت والترشح للبرامج الانتخابية والعمل النيابي”.

تؤكد سالمة المقحوصي أن الجامعة تستحق مجلس طلابيا تُفاخر به، و تحقيق ذلك مسؤولية تقع على عاتق جميع منتسبيها، وهي ترى أن تعامل الجامعة مع مطالبهم بإيجاد اتحاد طلابي كان يترواح بين الحياد والتحفظ.

مطالبات وجهات

يذكر بأنه بعد عدد من المطالبات شكلت وزارة التعليم العالي لجنة خاصة لوضع لائحة المجالس الاستشارية تمثل مؤسسات التعليم العالي، وشملت القائمة حوالي 28 جهة ضمت طلبة من جامعة السلطان قابوس وكليات العلوم التطبيقية ومن المعاهد الصحية والكليات التقنية، وشكل الطلاب ما يقارب “ثلاثة أرباع الأعضاء” بحسب تصريح سابق لأحد المسؤولين بالوزارة.

خرجت اللجنة بمسودة أرسلت النسخة النهائية منها بعد اعتمادها من قبل المسؤولين بوزارة التعليم العالي إلى الدائرة القانونية بالوزارة للصياغة القانونية للفصول والمواد.

وكان وكيل وزارة التعليم العالي في يونيو من العام الماضي قد أكد خلال اجتماعه بالطلاب وعدد من المسؤولين أن بدء تفعيل المجالس الطلابية في جميع مؤسسات التعليم العالي ومن بينها جامعة السلطان قابوس سيكون بداية العام الدراسي القادم، وهو ما يعني بداية العام الدراسي الفائت.

ويأتي العمل على مشروع المجالس الاستشارية بمؤسسات التعليم العالي بعد مطالبات عدة تقدم بها طلاب جامعة السلطان قابوس طالت كل من إدارة الجامعة ومجلس الشورى واللجنة الوطنية للشباب بالإضافة إلى مجلس التعليم، رفعوا من خلالها مسودة مقترحة لتنظيم عمل المجالس الاستشارية.

رحمة الجديلي – البلد