ماذا يحدث في جامعة السلطان قابوس؟!

هل علينا أن نبحث عن توصيف أكاديمي وعلمي للحالة التي تمر بها جامعة السلطان قابوس؟ أم أن الأمر من وضوحه لم يعد بحاجة إلى كثير عناء وكثير بحث حتى نعرف ماذا يحدث هناك!.

إذا كانت جامعة السلطان قابوس لا تزال أكبر صرح علمي وأكاديمي نفخر به جميعا ليس باعتبارها الجامعة الحكومية الوحيدة والأكبر، ولكن باعتبار الجامعات في الأمم هي منارات إشعاع حضاري، ومختبراً تعد فيه العقول لتتبوأ مكانتها من أجل اكتمال مشهد حضاري نحلم به جميعا وننشد عائده علينا جميعا، وهكذا أراد لها جلالة السلطان حينما تحدث أمام أول دفعة تتخرج من الجامعة، أن تكون مصدر إشعاع جذب تدور في فلكه كل مكونات الدولة/الحضارة. لكن الجامعة يبدو أنها تخلت عن أن تكون مصدر جذب لأساتذتها، دع عنك أن تكون مصدر جذب لأطياف المجتمع فهذا حلم يحيط بأغلب الجامعات العربية ولا يتحقق لأسباب تاريخية وآنية نتيجة الحالة التي تمر بها الأمة العربية.

ولما كثر في السنوات الأخيرة الحديث عن تراجع مستوى الجامعة العلمي والأكاديمي، سواء ما كان من حديث أساتذتها وطلابها أو ما كان من وضعها في لائحة تقييم الجامعات عربيا وعالميا، فإن ذلك يمكن أن يفهم بشكل واضح عندما نقرأ أخبار استقالات أساتذتها. والجامعة جامعة بأساتذتها وليس بمبانيها فقط.
آخر المستقيلين كان رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب، وقبله استاذ من نفس القسم لا يقل مكانة عنه، وقبل أسبوعين فقط استقال مترجم واعد وعشرات الأكاديميين قبلهم ويبدو أن المسلسل مستمر. والمشهد لا يقف عند ذلك بل يصل إلى مستشفى الجامعة وإلى مدير مكتب رئيس الجامعة، ومدير مكتب نائب رئيس الجامعة لشؤون البحث العلمي والقائمة تطول.. ولكن بعض الأسماء تحدث فرقا كبيراً يشعرنا بالكثير من القلق ويحدثنا أن ثمة خطأ يحدث في مكان ما.
والغريب أن أيا من هؤلاء لم تأخذ استقالاتهم مساحة زمنية بين كتابتها والموافقة عليها أكثر من نصف ساعة.. وبالأرقام 30 دقيقة فقط.. وفقط. ما يعني أن ثمة أمراً يحدث بوعي كبير. وإذا كنا نتحدث عن الوعي فإن أيا من أساتذة الجامعة المستقيلين لم يكتبوا استقالاتهم إلا بوعي تام.. وبنفس الوعي كتب أحد هؤلاء في مواقع التواصل الاجتماعي صدر بيت الشاعر الجاهلي الشنفري “وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى” وقبله كتب آخر مقالاً “بدمع العين” وكتب آخرون وسيكتب غيرهم، لكن هذا الوعي لم تقابله قراءة لحقيقته، أو حتى لحقيقة خسارة الجامعة لأكاديميين لا يعوضون بسهولة.

هذا الحديث ليس حديثا استثنائيا في لحظة حقيقة وانفعال، ولكنه حديث مستمر، وسبقتنا إليه نشرات إعلامية في الجامعة نفسها.. وأذكر هنا بالتحديد ما كتب في نشرة “المسار” التي تصدر عن الجامعة، حيث كتبت تحقيقا صحفيا على صفحات عدد من أعدادها صدر في عام 2012 تناولت فيه قضية استقالات الأكاديميين من الجامعة وكتبت بالحرف الواحد أن “الظاهرة تمددت دون وجود ردة فعل من الجانب الآخر متمثلا في إدارة جامعة السلطان قابوس”. بل إنني أعود وأنقل من ذلك العدد الذي تناول المشكلة حيث تحدث أحد الذين شملهم التحقيق وقال “هناك مجموعة من الأسباب دفعتني للاستقالة من الجامعة منها الترهل الإداري الذي وصل حد الإعسار وربما معاناة في جوانب التأهيل والتدريب.

وبعد.. هل يبدو الأمر عاديا، ويمكن أن يمر مرورا عابرا دون ان نقف عنده للحظات، أو أن نسمح لأوقاتنا الزمنية المزحومة بالالتباسات والحساسيات بالتوقف لدقائق ونسأل السؤال المخيف.. ماذا يحدث في جامعة السلطان قابوس؟.
لا يبدو أن في الأفق سؤالا أصلا ومرة ثانية دع عنك أن تكون هناك إجابة.

عاصم الشيدي

صحيفة عمان

2 تعليقات

  1. سوق مسقط ينزل ولايوجد النزول لايوجد صانع الي سوق مسقط
    الحاله مستمره والنزول مستمر ولاكتتابات لايدعم سوق مسقط
    السوق ينزل والمستثمرين في غضب علي السوق في من كثرت النزول المستمر
    الحاله صعبه السوق الامريكي في صعود والاسواق الخلجية في ارتفاع
    سوق مسقط في نزول الي متي النزول والحاله صعبه من كثرت النزول
    ولايشجع السوق المستثمرين علي الرتفاع سواء الياس من السوق
    والخروج من السوق والدخول في اسواق اخراء

Comments are closed.