صحيفة البلد

عيسى مخلوف يتحدث عن “الثقافة في قبضة المال” بمسقط

تستضيف الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء السبت المقبل الشاعر والكاتب اللبناني عيسى مخلوف، بمقرها الكائن بالموالح، وذلك لإلقاء محاضرة تحت عنوان” الثقافة في قبضة المال” و سيناقش خلالها تحولات المشهد الثقافي الراهن في العالم عامة ، وفي عالمنا العربي بشكل خاص ، وذلك من خلال رصد علاقة الثقافة بالمال، وتحويل النتاج الإبداعي إلى سلعة تخضع لعملية البيع والشراء كأيّ سلعة كان تساهم في هذه العملية التقنيات الجديدة ووسائل الاتصال الحديثة وفي مقدّمتها التلفزيون، وهناك مجالات إبداعية كانت أساسية في الثقافة الإنسانية طوال مئات السنين، وفي مقدمتها الشعر والمسرح والفلسفة، أضحت اليوم في موقع الهامش لأنها غير قابلة للتسليع ولا يمكن إخضاعها لمعادلة العرض والطلب إنها العولمة الاقتصادية التي من أجلها يتمّ توظيف كلّ شيء ليس فقط الآداب والعلوم والفنون، الفكر والاجتماع، الأخلاق والتكنولوجيا المتطوّرة، وإنما أيضاً البيئة والطبيعة، المناخ والصحّة العامّة، بل وحياة الإنسان نفسها على الأرض.

وسيحاول مخلوف في محاضرته الإجابة عن مجموعة من الأسئلة من أبرزها :إذا كان العالم يتغيّر ومعه يتغيّر المعنى الثقافي، فكيف تطالعنا آثار هذا التغيُّر في التعبير الإبداعي بأشكاله المتنوّعة؟ ما انعكاساته على العالم العربي الذي يعيش الآن فترة مخاض صعبة ولحظة تحوّل تاريخية؟ هل يكفي الاقتصاد وحده لتحقيق النموّ والتقدّم، وهل يستقيم التقدم التقني والتكنولوجي فعلاً بدون تقدّم على المستويات الإنسانية والمعرفية والجمالية؟

وعيسى مخلوف، كاتب وشاعر لبناني مقيم في باريس، درس في جامعة “السوربون” وحاز منها على شهادة الدكتوراه في الأنثروبولوجيا الثقافية والاجتماعية. وهو يعيش على مفترق بين الثقافات المختلفة. له مؤلفات عدة في الأدب (شعراً ونثراً)، وفي البحث (تفاحة الفردوس/ تساؤلات حول الثقافة المعاصرة). وقد نقل إلى العربيّة الكثير من النصوص الأدبيّة والفكريّة من اللغتين الفرنسيّة والإسبانية، ومنها مسرحية “مهاجر بريسبان” لجورج شحادة والتي تمّ تقديمها في “مهرجانات بعلبك الدولية”، صيف 2004. كما سبق له أن ترجم نصوصاً للعديد من كتّاب أميركا اللاتينية ومن بينهم الكاتب الأرجنتيني خورخي لويس بورخس، ويعتبر من أوائل من ترجم لبورخيس إلى العربية ويعمل حالياً مديراً للأخبار في “إذاعة الشرق” في باريس، وكان قد أشرف على القسم الثقافي في مجلّة “اليوم السابع” التي كانت تصدر في العاصمة الفرنسية، كما عمل مستشاراً خاصاً للشؤون الثقافية والاجتماعية في منظمة الأمم المتحدة، في إطار الدورة الحادية والستين للجمعية العامة (2006 – 2007).

من مؤلفاته: “نجمة أمام الموت أبطأتْ”، “عزلة الذهب”، “عين السراب” وكتاب “رسالة إلى الأختَين” الذي حاز على جائزة ماكس جاكوب الفرنسية عام 2009. وأيضا من مؤلّفاته أيضاً مسرحية “قدّام باب السفارة” بالاشتراك مع نضال الأشقر، وقد تمّ تقديمها في بيروت وبعض العواصم العربية والغربية، ومسرحية “شروق” التي ستقدّم الصيف المقبل. ويصدر له في بيروت، هذا الشهر، كتاب جديد بعنوان “مدينة في السماء”. وقد نُقلَت بعض كتبه إلى لغات عدّة.
مسقط – البلد