قال الصحفي بجريدة الزمن زاهر العبري، أن الصحافة في عمان مبتعدة بصورة كبيرة عن العمل الميداني؛ فالصحفي ينتظر أن يأتيه المسؤول في الصحيفة ويطلب منه النزول، مؤكدًا أن خلق صحافة حقيقية يتطلب العمل بمقولة “الصحافة هي إيجاع المستريح وإراحة الموجوع”.
وأضاف في حديثه لبرنامج حوار البلد الذي تبثّه صحيفة البلد بالتعاون مع إذاعة هلا إف إم: يوجد لدينا كسل صحفي، ومدخله ليس المؤسسات الأمنية أو العسكرية التي يتهمها البعض بتضييق الخناق على الصحفيين، فهناك مساحة كبيرة من الخوف على المصالح لدى رؤساء التحرير في الصحف العمانية.
وأشار في حديثه حول ما حدث في قضية “التعليم العالي” إلى أن القضية لم تكن الأولى وليست الأخيرة؛ طالما هناك مطالب بوجود صوت إعلامي شفاف بحسب رأيه، وقال أن وزارة التعليم العالي قامت بتحقيق داخلي يتعلق بتسريب ملفات سرية، ومعظم الوثائق بنيت عليها معلومات نشرت في صحيفة الزمن. ما حدث في قضية التعليم العالي ولّد ثقافة قانونية فيما يخص علاقة الصحفي بالمسؤول، وذكر أن الصدامات دائما تأتي بنتائج إيجابية؛ فالمعلومة تجعل الجهة الرسمية أمام الأمر الواقع.
وحول وضع الصحافة في عُمان قال زاهر العبري: “أن الصحف المحلية تعاني من نقص في الاحترافية، وهي ليست بالمستوى المأمول، إلى الآن لم نصل إلى مرحلة متقدمة واحترافية في العمل الصحفي، ما يوجد لدينا الآن هي “صحافة إيميلات” قادمة من الدوائر الحكومة عبر البريد الإلكتروني”.
وعلى خلفية استدعاءه من قِبل الادعاء العام بغرض التحقيق معه في قضايا تتعلق بنشر ملفات الفساد والتجاوزات في وزارة التعليم العالي، ذكر العبري أن هذا التحقيق كان التحقيق التاسع معه منذ 2007، ويرى أن ذلك لم يكن تضييقًا له كصحفي؛ بل وصفها على أن “جهة رسمية رفعت دعوى قضائية ضد صحفي، مشيرًا إلى أن الشفافية ينبغي أن تأتي من داخل الصحف نفسها وليس من خارجها”.
وقال الصحفي بجريدة الزمن زاهر العبري: “التهم التي وُجهّت لي تتمثل في ثلاث جوانب هي: نشر وثائق في الجريدة الورقية، والإلكترونية وفي صفحتي الشخصية عبر تويتر”.
وأكدّ العبري على أنه ليست كل الأشياء قابلة للنشر في الصحافة هناك معلومات قد تضر ببلد بأكمله وليس من المهنية أن نهتم بالسبق بالدرجة الأولى، فليس كل ما يُعرف يُنشر، هناك ميثاق شرف يختص بالصحفي نفسه تجعله لا ينشر كل شيء؛ لأن هناك مصالح عُليا في البلد.
مسقط – البلد