أعلنت أنقرة ودمشق إغلاق الأجواء في وجه الطيران المدني للبلدين في استمرار للتصعيد بينهما على خلفية حادثة اعتراض السلطات التركية لطائرة الركاب السورية القادمة من موسكو الأربعاء الماضي ومصادرة بضائع على متنها قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إنها تتضمن ذخيرة وعتادا حربيا مرسلا للجيش السوري الأمر الذي تنفيه دمشق وموسكو. وفيما أجرى الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي العربي المشترك مباحثات في طهران أمس، تركزت على سبل إنهاء الأزمة السورية الناشبة منذ نحو 19 شهراً، واحتواء التوتر المتصاعد بين دمشق وأنقرة، حذرت “جبهة الأصوليين” في إيران الحكومة التركية من أي محاولة لاجتياح الأراضي السورية، قائلة إن طهران ستقف إلى جانب حليفها الرئيس بشار الأسد في أي حرب مقبلة تنفيذاً للاتفاقية الأمنية بين البلدين، متهمة أنقرة بقيادة “حرب بالوكالة” ضد “محور المقاومة والممانعة”. ومنعت دمشق الطائرات المدنية التركية من التحليق في الأجواء السورية، وفقاً لما ذكرته وسائل إعلام رسمية، وذلك في أعقاب تصعيد حدة التوترات بين الجارتين. ونقلت وكالة الأنباء السورية “سانا” عن بيان لوزارة الخارجية السورية قولها إن الخطوة تأتي رداً على حظر فرضته تركيا على الطائرات السورية. ودخل الحظر حيز التنفيذ في منتصف ليل السبت. وكانت تركيا قالت إنها عثرت على معدات عسكرية روسية الصنع على متن طائرة مدنية سورية أجبرتها على الهبوط في أنقرة الأربعاء الماضي. ونفت سورية الاتهام وقالت إن إجبار طائرتها على الهبوط هو “قرصنة جوية”، بينما أفادت موسكو أن الطائرة كانت تحمل قطع نظام رادار وهي شحنة قانونية من جهة قانونية إلى مستفيد قانوني.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية والمغتربين السورية نشرته وكالة الأنباء الرسمية “بناء على قرار الحكومة التركية منع تحليق الطيران المدني السوري فوق الأراضي التركية، قررت حكومة الجمهورية العربية السورية وعملاً بمبدأ المعاملة بالمثل، منع تحليق الطيران المدني التركي فوق الأراضي السورية اعتباراً من منتصف ليل السبت”. وأشارت الوزارة إلى أن الحكومة السورية “تأسف لقرار الحكومة التركية التصعيدي والذي يستهدف بالدرجة الأولى مصالح الشعب السوري”. وجاء حادث اعتراض الطائرة وسط تصعيد على الحدود بين سوريا وتركيا في المدة الأخيرة بعد تكرار سقوط قذائف مصدرها الجانب السوري على قرى حدودية تركية، مما دفع أنقرة إلى الرد بالمثل والتلويح بالتصعيد أشد. من ناحيته، أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس، أن بلاده أغلقت مجالها الجوي بوجه الرحلات المدنية السورية، غداة القرار بحق الطائرات التركية. ورداً على أسئلة الصحفيين خلال زيارة إلى قونية وسط تركيا، قال داود أوغلو “أغلقنا أمس (السبت) مجالنا الجوي بوجه الرحلات الجوية المدنية السورية كما فعلنا من قبل في وجه الطائرات العسكرية السورية”. وأضاف “بما أننا توصلنا إلى أن هذه الرحلات المدنية كانت تستخدم بشكل سيء من قبل وزارة الدفاع السورية لغاية نقل معدات عسكرية، فقد وجهنا السبت مذكرة للجانب السوري”. وقال مسؤول بوزارة الخارجية التركية في وقت سابق رداً على سؤال عما إذا كانت الطائرات السورية محظور عبورها الآن المجال الجوي التركي، “نعم.. الطائرات المدنية. الطائرات العسكرية كان محظور عبورها بالفعل من قبل”.
وكالات – البلد










