قامت هيئة تنظيم الكهرباء بنشر تقرير مفصل حول حوادث انقطاع الكهرباء المتكررة في شبكة شركة كهرباء المناطق الريفية التي تعرضت لها منطقة سيح الخيرات في ولاية ثمريت في محافظة ظفار.
وأوضح التقرير، تقصير شركة كهرباء المناطق الريفية في معالجة المشاكل التقنية بالطريقة المناسبة وفي الوقت المناسب مما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن المشتركين بشكل متكرر منذ شهر أبريل 2015م إلى شهر مارس 2016م.
وأظهر التقرير أن الشركة لم تتعامل بالشكل الصحيح مع المشاكل التي كانت أغلبها متعلقة بشبكة توزيع الكهرباء وليست ناتجة عن نقص التوليد.
وكانت الهيئة قد تلقت في وقت سابق من هذا العام العديد من شكاوى المشتركين من ظاهرة تكرر انقطاع الكهرباء في منطقة سيح الخيرات بولاية ثمريت.
وقد قام فريق من الهيئة يترأسه المدير التنفيذي وعدد من الفنيين بالهيئة بزيارة المنطقة للقاء المشتركين لإجراء تحقيق شامل لأسباب انقطاعات الكهرباء في المنطقة.
وبدأت المشكلة منذ عدة أشهر ووصلت في بعض الأيام إلى انقطاع الكهرباء إلى ما يزيد عن عشر ساعات في اليوم الواحد، بحسب ما ذكره المشتركون.
ولم توفر شركة كهرباء المناطق الريفية معلومات كافية حول أسباب الانقطاعات وكيفية معالجتها والمدد الزمنية التي قد تستغرقها الشركة لإعادة التزويد بشكل منتظم.
وبدأت المشكلة بعد أن تعرضت محطة التوليد في المنطقة لحريق في شهر مارس 2015م أدى إلى توقفها عن العمل بشكل كامل مؤقتا.
وقامت الشركة في تلك الفترة بالعمل مع المقاول المشغل للمحطة لإعادة التيار لجميع المشتركين بشكل تدريجي.
غير أن انقطاعات التزويد بالكهرباء استمرت لفترة طويلة بعد ذلك، رغم أن الشركة كان لديها الوقت الكافي منذ وقوع الحريق في مارس 2015م لإعادة الأوضاع إلى طبيعتها وإرجاع الخدمة للمشتركين ووضع خطط لتفادي أي انقطاعات متوقعة مستقبلاً.
وحسب ما ورد في تقرير التحقيق فان الشركة استغرقت ما يقارب 10 أشهر لتصحيح الوضع، وفي كل مرة يتم ربط الأسباب بالحريق السابق مما أدى إلى تكرار الانقطاعات طيلة الفترات التي تلت الحريق حتى نهاية شهر مارس 2016م، رغم عدم وجود رابط مباشر بين تلك الانقطاعات والحريق.
وفي شهر نوفمبر 2015 حدث عطل في أحد المحولات الرئيسية (محول من أصل محولين) في الشبكة ولم يتم إعادته الى الخدمة لمدة تتجاوز ستة أشهر مع عدم وجود أي مبرر لبقاء المحول خارج الخدمة خلال هذه الفترة.
وبقيت الشبكة خلال هذه الفترة معتمدة على محول واحد بما يتعارض مع قواعد أمن الشبكات ويرفع من احتمالية انقطاع التيار للمشتركين بالكهرباء بسبب غياب هامش الأمان.
الأمر الذي تسبب في حدوث أعطال في الشبكة أدت الى فصل المحول المتبقي واستمرار انقطاعات التيار الكهربائي بشكل غير مبرر، بالإضافة الى تأثير ذلك على المولدات في محطة التوليد وتعطل مولدات كهربائية مما فاقم مشاكل الانقطاعات نتيجة لنقص التوليد بسبب هذه الأعطال، بالإضافة إلى التكاليف الإضافية لإصلاحها.
وقد تم إرسال تقرير الهيئة الى شركة كهرباء المناطق الريفية للعمل على إصلاح المشاكل الرئيسية التي كشف عنها التحقيق، وتنفيذ التوصيات الكفيلة بتحسين الأداء في مجال خدمة المشتركين وتقليل الانقطاعات الفنية والتعامل السريع والصحيح لإعادة التيار للمناطق المتضررة.
وقامت الشركة بتقديم خطة زمنية للتعامل مع جميع التوصيات الواردة في تقرير التحقيق، وستقوم الهيئة بمراقبة التزام الشركة بتنفيذ ذلك.
كما ألزمت الهيئة الشركة ببذل المزيد من الجهود في مجال تأمين الشبكة ووضع خطط للتعامل مع مثل هذه الحالات، على أن تركز في المراحل القادمة على القضايا المتعلقة بالسلامة والرسومات التخطيطية للشبكات التشغيلية وتقديم الدعم الكافي لشركات التشغيل حتى تتمكن من توفير الطاقة بشكل آمن وفعّال، وذلك لتفادي أي غرامات قد تفرض عليها من قبل الهيئة بموجب قانون القطاع وشروط الرخصة الممنوحة لها.
كما ألزمت الشركة بتحسين الأداء في مجال خدمة المشتركين وتوضيح الوقت الذي قد تستغرقه الأعمال المصاحبة لإعادة التيار للمناطق المتضررة.
مسقط – البلد