هل تراجعت “دول خليجية”عن مواقفها ضد إيران؟

تراجعت حدة الخطاب الخليجي في وسائل الإعلام تجاه إيران ” المتهمة ”  في اجتماعات ” دول المجلس ” بالتدخل في شؤون دول خليجية عدة مع بدء توافد قيادات “دول مجلس التعاون ” لطهران ” آخرهم أمير دولة الكويت الذي وصفت طهران زيارته على لسان السفير الإيراني في الكويت علي رضا عنايتي بأنها ”  تعتبر منعطفا مهما في مرحلة دقيقة بالمنطقة.”

عمان وقطر

وباستثناء عمان التي يرى فيها الرئيس الإيراني الجديد ” الشريك الأقرب في المنطقة” تكون قطر أقل الدول الخليجية تشنجا مع إيران سياسيا، رغم تضامنها مع بيانات دول المجلس المتعلقة بدعوة إيران بعدم التدخل في شأن ” دول المجلس”.

وعودة إلى عمان التي قادت محادثات غير معلنة في موضوع الملف النووي الإيراني بحسب تقارير إعلامية لم تنفها السلطنة لكن وصفتها بالمبالغة على لسان الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية يوسف بن علوي، فقد واجهت السلطنة انتقادات من صحف ووسائل إعلام خليجية بعد رفض الاتحاد الخليجي.

هذه العلاقات الاستثنائية أكدها حسن روحاني في طهران قبيل زيارته للسلطان قابوس في العاصمة مسقط حيث قال :” إن لهذه الزيارة أهمية كبيرة في التقريب بين إيران والدول الإسلامية، لا سيما مع الدول الجارة”، مؤكدا أن دول جنوب الخليج وبحر عُمان لها أهمية كبيرة بسبب مضيق هرمز” وقد كان السلطان قابوس هو أول زعيم يزور إيران في رئاسة روحاني.

وكان وزير الخارجية القطري السابق خالد العطية قد دعا إلى إشراك دول مجلس التعاون الخليجي في المحادثات النووية بين القوى الغربية وإيران، نظرا لدورها في حفظ الاستقرار الإقليمي، وقال إن دول الخليج معنية بالاتفاق.

الكويت

قبل عام أدلى وكيل وزارة الخارجية الكويتي خالد الجار الله عبر صحيفة القبس بتصريحات قال فيها: “إن الكويت ترفض أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية البحرينية، سواء من إيران أو من غيرها”.

التصريحات الرسمية الكويتية جاءت متفائلة في اليوم الذي يزور فيه أمير الكويت صباح الأحمد الصباح طهران  في زيارة تستمر يومين، يلتقي خلالها الرئيس الإيراني حسن روحاني والمرشد الأعلى للبلاد علي خامنئي، حيث قال مجدي الظفيري السفير الكويتي في إيران : “الكويت تنطلق في منظورها تجاه إيران من شعورها بالمسؤولية المشتركة في حفظ أمن الخليج واستقراره، ولذلك نحن في علاقاتنا مع إيران ننطلق من الإيمان بانها شريك وقدر وجار وجزء من المسؤولية الجماعية لتحقيق الامن والاستقرار الاقليمي”، على حد قوله.

وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد زارالكويت في أول زيارة له إلى دول الخليج العربية منذ توليه مهامه في الحكومة.

الإمارات 

دشنت الإمارات مرحلة جديدة من العلاقات مع إيران تزامنت مع زيارة  وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان إلى إيران شهر نوفمبر الماضي، والتي جاءت بعد أيام من إبرام اتفاق نووي مرحلي بين إيران والغرب.

هذه الزيارة التي وصفت بأنها ستفتح آفافا للتقارب الإماراتي الإيراني اجريت عقب أسبوعين من تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم حول الجزر المتنازع عليها قالت فيها:” جزر طنب الكبري وطنب الصغري وأبو موسي تعود إلى الجمهورية الإسلامية، وستبقي کذلك، وسيادة إيران التاريخية على هذه الجزر حقيقة لا تنكر ” ردا على تصريحات عبدالله بن زايد حول الجزر الثلاث مع مسؤولين ألمان.

وأبدى وزير الخارجية الإماراتي استعداد بلاده لدعم العلاقات في كل المجالات. وأبقت الإمارات على علاقة اقتصادية مع إيران، رغم مطالبتها المستمرة باسترجاع جزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى في الخليج، التي تحتلها طهران منذ عقود. وتوجت العلاقة بعد الإتفاق النووي بفتح سفارة لها في طهران

السعودية والبحرين

السعودية التي وصفت المشروع النووي الإيراني بأنه خطر على المنطقة، ودعت  إلى مشروع اتحاد خليجي يحفظ أمن الخليج،  تترقب زيارة لـوزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، حيث أعرب وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل عن أمله بأن “تصبح إيران جزءا من الجهود لجعل المنطقة آمنة ومستقرة ومزدهرة بقدر المستطاع وألا تكون جزءا من المشكلة”.

وكانت إيران قد رفضت قبل أشهر اقتراحا تقدم به مسؤول سعودي بارز يرغب في مشاركة الدول العربية الخليجية في المفاوضات النووية مع القوى العظمى. وقد أعلنت السعودية موقفها المعارض لرفع العقوبات عن إيران في إطار الصفقة الحالية التي تستهدف الحد من الأنشطة النووية الإيرانية، وبحسب تقارير فإن البحرين كانت تنظر إلى إيران على  أنها هي من كانت تقف وراء تأجيج الاحتجاجات المصحوبة بأعمال عنف في قرى بحرينية.

وكالات – البلد