تستضيف المملكة المتحدة المنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي التاسع* الذي تحضره وفود من أكثر من 115 دولة من بينها سلطنة عمان؛ وهذه هي المرة الأولى التي يعقد فيها المنتدى في دولة غير إسلامية، ويوجد لدى سلطنة عمان حاليا بنكان إسلاميان، بينما أعلنت ثلاث شركات عن خطط لإطلاق منتجات تكافل، كما اتّخذ البنك المركزي خطوات متسارعة لإنشاء إطار تنظيمي يمكن من خلاله صناعة التمويل الإسلامي أن تنطلق في سلطنة عمان. ولقد كانت ميزة كبيرة أن عمدة حي المال والأعمال في لندن يكون أول الزائرين الكبار إلى بنك نزوى بعد افتتاحه للعمل في شهر يناير وذلك في رمزية للعلاقة القائمة فعلا في مجال صناعات التمويل الإسلامي بين السلطنة وبين المملكة المتحدة.
وبالنسبة لي، فإن المنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي في لندن يؤذن بإقامة علاقات اقتصادية جديدة بين الدول، والأديان والثقافات، حيث يرغب البعض في استثمارات تدار طبقا لعقيدتهم، في حين أن هناك آخرين، في أعقاب الأزمة المالية، تحركهم مبادئ التوازن، والمخاطر المشتركة، والعدالة والشفافية؛ هذا إلى جانب آخرين لا تجذبهم سوى الإمكانات الهائلة لهذه الصناعة التي تقدر قيمتها بحوالي 1.85 تريليون دولار على مستوى العالم بمعدلات نمو تصل إلى 15% سنويا، ومهما يكن الدافع، فإن وتيرة الجدل القائم حول التمويل الإسلامي والأخلاقي لا تزال مستمرة وبقوة متزايدة.
وتزداد أهمية المملكة المتحدة كلاعب دولي في مجال التمويل الإسلامي؛ كونها بالفعل عاصمة المال والقانون على مستوى العالم، كما أن وضعها، وعلاقاتها وسوقها التنافسي يجعل من الخدمة التي يمكنها تقديمها خدمة متميزة حقا، وتتسم خبرتنا في مجال التمويل الإسلامي بتطورها الكبير مدعومة في ذلك بنظام قانوني وإطار تنظيمي يتمتع بسمعة طيبة على المستوى الدولي، حيث يتزايد لدينا عدد البنوك، وشركات المحاماة وغيرها من مزودي الخدمات الذين يتمتعون بخبرة واسعة؛ هذا بالإضافة إلى منطقة زمنية مميزة في القيام بالأعمال شرقا وغربا؛ وقطاعات متنوعة ومزدهرة هي الأحدث في مجالات مثل الصحة، والتعليم والمدن الذكية.
وكما سيرى أعضاء الوفود هذا الأسبوع، فإن المملكة المتحدة منفتحة أمام القيام بالأعمال وتتمتع بالخبرة، والمهارات، والإبداع والصلات التي تمكنها من التغلب على التحديات العالمية، ولديها سوق مفتوح على مدار الساعة يمكن من خلاله تحقيق أقصى استفادة ممكنة من كافة الفرصة الاقتصادية، وهذا هو ما يجعل الآخرين يختاروننا كشريك في الأعمال، وهي نظرة صائبة، وسيؤدي المنتدى الاقتصادي الإسلامي الدولي إلى تقوية وضع بريطانيا بصفتها الدولة الغربية الرائدة في مجال التمويل الإسلامي.
جيمي باودن
سفير بريطانيا لدى السلطنة