تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام خبر مقتل شاب عماني آخر في سورية، والضحية هذه المرة من منطقة مجيس بالباطنة، الذي أظهر شريط فيديو قام ببثه تنظيم داعش على موقع يوتيوب أنه قتل وهو يحارب إلى جانب هذا التنظيم.
ومقتل هذا الشاب في سورية ليس الوحيد من نوعه فقد سبق وأن تم الإعلان عن مقتل شباب آخرين في أماكن ساخنة متعددة منها العراق وأفغانستان ولبنان، وقال الصحفي تركي البلوشي أن هناك تقارير قدرت عدد العمانيين الذي انضموا لجماعات مسلحة في سورية بمائتي شخص وهو لا شك رقم كبير مقارنة بعدد سكان السلطنة وثقافة التسامح التي يُعرف بها المجتمع العماني .
هناك عدة تساؤلات تطرح وراء ذهاب بعض الشباب العمانيين إلى سورية، أهمها غياب هذا الموضوع عن التداول إجتماعيا ودينيا، فما الذي يدفع هؤلاء الشباب إلى ترك أهلهم ووطنهم والذهاب إلى بلدان أخرى تعيش قضايا داخلية خاصة بها ولا ناقة لهم فيها ولا جمل مثل سورية؟ هل هو الجهاد؟ والجهاد ضد من؟ فالحرب الدائرة اليوم في سورية ليست بين كفارٍ ( حسب المصطلح الديني الأصولي ) أعتدوا على الأراضي السورية ومسلمين حتى نخلق لهم الأعذار والمبررات أنهم وبدافع الشعور الديني ذهبوا لنصرة أخوانهم المسلمين هناك ، إنما هو صراع يدور في جبهات متعددة ، فهناك مجموعات مسلحة سورية تحارب الحكومة من أجل السلطة والحكم.
تتخذ هذه المجموعات عناوين سياسية وفكرية شتى، وهناك أيضا جماعات إرهابية مسلحة جاءت من خارج الحدود السورية وتحمل أفكارا إرهابية متطرفة بعناوين دينية براقة، ولا تحارب الحكومة السورية فقط وإنما المجموعات السورية الأخرى التي تختلف معها سياسيا وفكريا، وتحمل أجندة لا علاقة لها بشعارات الحرية والديمقراطية والتنمية والعدالة الإجتماعية بل تعدها كفرا وضلالا ورجسا من عمل الشيطان، وجميع هذه المجموعات التي تحارب الحكومة من جانب وتقاتل بعضها بعضا من جانب آخر يحملون الهوية الدينية الإسلامية، بمعنى أنهم مسلمون يحاربون مسلمين آخرين من أجل الوصول إلى الحكم والسلطة فقط.
نتسال ما علاقة كل ذلك بالجهاد؟ و فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا : ماعلاقة الشباب العمانيين الذي غُرًر بهم بما يحدث هناك ؟ هل هو نصرة لما يسمى بالجيش الحر ضد الحكومة ؟ أو دعما لتنظيم ” داعش ” ضد الجيش الحر والفصائل المسلحة الأخرى ؟ أم قتالا إلى جانب الجبهة الإسلامية ضد جبهة النصرة ؟ وبالنتيجة فأنه لا يقاتل غزاة صهاينة دخلوا الأراضي السورية دفاعا عن هذا البلد العربي ، وإنما يقاتل عرباً ومسلمين في قضية ليست قضيته ، وإنما زُج به إلى هناك كذبا وزورا باسم الدين ، والدين والإنسانية مما يحدث هناك من قتل وسحل وإرهاب براء .
إن لجوء بعض الشباب العمانيين الذين يمثلون مستقبل هذا البلد إلى سورية، للقتال إلى جانب التنظيمات السلفية المتطرفة – التي لا تخوض حربا على الحكومية السورية فحسب، وإنما ضد الأحزاب السورية المعارضة الأخرى أيضا، بل المجتمع السوري بأسره – تستدعي وقفة جادة لمعرفة أسباب ودوافع ذلك ، وعن الجهات التي تقف وراء توجه هؤلاء الشباب إلى التنظيمات المتطرفة ، ولا شك بأن المستقبل القريب يحمل إلينا أسماء أخرى – ونأمل أن لا يحدث ذلك -، ولذلك فمن حقنا أن نتساءل هنا عن دور الأجهزة الأمنية في متابعة هذا الحدث الخطير( حتى لا نقول الظاهرة )، الذي بدأ الحديث عنه كثيرا في السلطنة في الفترة الأخيرة، وسط صمت الإعلام الرسمي عنه، خاصة وأن الضحية هم شباب عمانيون في عمر الزهور، اختطفتهم الأفكار المتطرفة حتى ألقت بهم في ساحات التطرف، وأوكار الإرهاب المختلفة، في أفغانستان والعراق سابقا، واليوم سورية ، ولا ندري غدا إلى أين؟.
وقبل البحث عن حل لهذه الظاهرة، التي فرضت نفسها بقوة، وخاصة بعد ثورة الإعلام الفضائي والإلكتروني، التي جعلت من كتب ومراجع التطرف متوفرة للجميع وبسهولة أيضا ، يجب أن نعترف أن السلطنة ليست بمنأى عن الأفكار المتطرفة، خاصة تلك التي تدعو إليها منظمات أمثال داعش و القاعدة وغيرها ، وإن تكن السلطنة ولله الحمد تخلو – حتى الآن – من هذه الأفكار تنظيميا، إلا إن وجودها نظريا واقع لا يمكن إنكاره .
ومن جانب أخر نسأل عن دور علماء الدين في السلطنة في تحذير الشباب من الإغترار بالشعارات البراقة المضللة التي تدعو الشباب إلى الذهاب إلى سورية وغيرها من المناطق الساخنة في العالم للمشاركة في الأعمال القتالية هناك باسم الجهاد ونصرة المسلمين؟.
إن الرقم الذي أشار إليه الصحفي تركي البلوشي نقلا عن بعض التقارير مخيف جدا ويجعل المسؤولية كبيرة على العلماء من أجل العمل على توعية الشباب إلى المفاهيم الصحيحة للإسلام ومن ضمنها الجهاد ، لأن غيابهم الملحوظ يفتح لهؤلاء الشباب نوافذ أخرى على قنوات تعمل ليل نهار من أجل تضليل الشباب وتوجيههم إلى التطرف والإرهاب لصالح اجندة إستخباراتية لم تعد تنطلي على أحد ، وأصبحت أهدافها واضحة لكل ذي عينين .
وإلى جانب الدور الديني يبقى الجانب الإجتماعي من خلال دور المجتمع ومؤسسات المجتمع المدني والفعاليات الثقافية والإجتماعية في توجيه الشباب إلى العمل على بناء الوطن ، والمشاركة الإيجابية في عملية التنمية التي تشهدها السلطنة الذي هو أعظم جهاد ، وغرس القيم الإنسانية التي ترفض المشاركة في قتل الآخرين سواء بعنوان الجهاد أو أي عنوان آخر .
وأخيرا – وليس آخرا – يبقى الدور الأهم على الأجهزة الأمنية في متابعة الأفكار المتطرفة التي وجدت لها موطىء قدم بالسلطنة في الفترة الأخيرة ، وبدأنا نسمع عن قتلى عمانيين في أفغانستان وباكستان ولبنان وسورية، والعمل سويا مع المجتمع من أجل حماية شبابنا من الشبكات والمنظمات الإرهابية التي تعمل ليل نهار وعلى جبهات متعددة من أجل تصدير أفكارها المتطرفة إلى السلطنة وإستغلال الشباب العماني لأجل أهدافها الخاصة.
ولا يسعني في الخاتمة سوى نقل ما قاله سلطان البلاد المفدى حفظه الله في العيد الوطني سنة 1994 “إن التطرف مهما كانت مسمياته، والتعصب مهما كانت أشكاله, والتحزب مهما كانت دوافعه ومنطلقاته, نباتات كريهة سامة ترفضها التربة العُمانية الطيبة التي لا تنبت إلا طيبا, ولا تقبل أبدا أن تلقي فيها بذور الفرقة والشقاق ” .
صالح البلوشي
افهم ياهذا وبدون فلسفة زايدة
ذهبوا للجهاذ ونسأل الله ان يتقبلهم عنده من الشهداء يارب
شكرا لك وارجوا توعيه المجتمع من الافكار المتطرفه وارجوا التوعيه عن جهاد النفس لانه هو السلاح ف هذه الدنيا
هذه فلسفة الجبناء خلف الجدران..
اقدر احلف بالله ان هذا يشتغل مع امن الدوله الجبان الي يعتمد ع الكذب والنفاق
من يذهب في مثل هذه الحروب
ضد اخ مسلم مثله يعتبر منتحر .. والمنتحر في نار جهنم
الجهاد والاستشهاد حين يكون ضد الكفار ما ضد المسلمين ولو اختلفو في المذاهب يضلو مسلمين
اي جهاد وضد من ….
هذا موضوع جدا مهم و يحتاج ان يكثف الجهد في توعية الشباب لمعنى الجهاد.
ذهبوا بعد تخاذل الحكومات العربية و هذا هو السبب الاول… لنصرة للمستضعفين من النساء والأطفال الذين "نراهم" يذبحون كل يوم فهم مسلمون عرب و أشقاء خذلتهم الحكومات العربية المسلمة و تركتهم للقتل و التشريد فلا تقل لنا بأنها شؤون داخلية و لا علاقة لنا فيها… اتق الله في نفسك و دع جهلك لنفسك و لا تنشر صورة المسلم المغلوب على أمره
اخي حوارك جميل ومفيد واتمنى اخوانا الشباب يستفيدو ويعقلو والكبش ألي مخلي نفسه شجاع خليه يروح عساه مايرجع