بالقرب من شارع تقسيم الذي هو امتداد لساحة تقسيم المشهورة في مدينة أسطنبول في تركيا، كان مساء الخميس عادياً جداً. وفي يوم الجمعة خرجنا في رحلة سياحية وتجولنا حتى فترة العصر، من ثم خرجنا من الفندق مساء الجمعة حوالي الساعة ١١ مساءً كُنا في أحد المحلات التجارية .. وبعد دقائق شاهدنا الناس تركض وتختبئ وأصحاب المحلات يغلقون محلاتهم. هكذا عايش المواطن العماني محمد العبري لحظات الانقلاب الفاشل في جمهورية تركيا.
محمد العبري مواطن عُماني كان في اسطنبول ساعة وقت الأحداث، يحكي لنا ما رآه في ليلة الجمعة وهي ليلة محاولة الانقلاب على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والتي شهدت انفجارات وإطلاق نار ومعارك جوية في العاصمة خلفت عشرات القتلى.
وفي حديث محمد عن ما شاهده يقول نحن 3 مسافرين من عائلة واحدة وصلنا مدينة اسطنبول وتحديداً منطقة تقسيم مساء الخميس.
ويسرد محمد تفاصيل الأحداث في وجوه الناس قائلا: ” الذعر كان ملاحظ على وجوه الجميع، صار حديث بيننا وبين صاحب المحل الذي كنا فيه: “ما الذي يحدث أمامنا: فأبلغنا أنه انقلاب عسكري وعليكم الإختباء من العسكر”. طلبنا منهم أن نعود إلى الفندق في أقرب فرصة، لم يتهاونوا في ذلك فقد راقبوا المكان وأرشدونا إلى أقرب طريق فرعي آمن، وصلنا الفندق خلال ١٠ دقائق وتابعنا الأخبار في التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي”.
يقول محمد العبري: “كانت ليلة ساخنه ومرعبه نسمع طائرات F16 فوق سطح الفندق تمر.. الصوت مهيب.. والموقف صعب، علمنا أن المطار مغلق وجسر البسفور ايضاً ونحن في الجانب الاوروبي، تواصلنا مع السفاره على الأرقام الموضحة وأبلغونا أن لانغادر مكان الإقامة، في يوم السبت لم نغادر الفندق أو بالأصح لم نبتعد عنه كثيراً”.
مواطن عماني آخر عايش أحداث تركيا ولكنه غادر اسطنبول قبل بداية محاول الانقلاب بساعات، كان في مدينة طرابزون وهي مدينة تركية تقع في شمال شرق تركيا على ساحل البحر الأسود.
محمد السالمي يحكي لنا تجربته أيضاً يقول وصلنا يوم الثلاثاء الماضي اسطنبول وبرنامجنا يتضمن زيارة مدينة طرابزون.
يذكر السالمي في حديثه لـ البلد :”كانت رحلتنا مساء الجمعة من اسطنبول إلى طرابزون وتوجهنا إلى المطار قبل الرحلة بـ 3 ساعات لكن واجهنا زحمة غير طبيعية في الطريق إلى المطار وأعتقد كان سببها بداية إغلاق جسور مضيق البسفور”.
اضطررنا إلى النزول من سيارة المرشد السياحي واستخدام القطار إلى المطار لـ اللحاق بالطائرة ووصلنا قبل موعد إقلاعها المفترض بعشر دقائق، والغريب أنهم قبلونا لركوب الطائرة واكتشفنا لاحقا أن الرحلة متأخرة ساعة ونصف عن موعدها.
يكمل حديثه:”عند وصولنا إلى طرابزون سمعنا بأخبار المحاولة الانقلابية وألتزمنا مقر إقامتنا مع محاولة الاتصال بالسفارة في تلك الليلة، إلا أننا لم نتمكن من التواصل معهم.
يضيف محمد السالمي: “مدينة طرابزون بعيدة عن مسرح الأحداث ولم نرى أي شيء غير طبيعي إلا من بعض التحركات البسيطة لقوى الأمن والتكبير في المساجد قبل الفجر”
“كانت المعلومات بداية تصلنا عبر تويتر وتم حظره في الساعات الأولى للمحاولة الانقلابية ومن ثم كنا نعتمد على الأخبار التي تأتينا من الأهل والأصدقاء عبر تطبيق واتساب”
علمنا في الصباح بوجود أرقام تواصل عبر الهاتف النقال لموظفي السفارة مع البريد الإلكتروني، واتصلنا بهم مباشرة وأخبرونا بوجوب اتخاذ الحيطة والحذر لحين إيضاح الرؤية وطلبوا منا تسجيل أسماءنا وأرقام التواصل للاتصال بنا في في حالة القيام بإجلاء للمواطنين العمانيين من تركيا.
هذا وقد عادت ليلة البارحة طائرة تابعة لسلاح الجو السلطاني العماني قادمة من جمهورية تركيا، وعلى متنها عدد من المواطنين الذين كانوا عالقين هناك نتيجة للظروف التي مرت بها البلاد.
وأشارت وزارة الخارجية إلى أنه ستكون هناك رحلات أخرى قادمة حيث تم تسجيل 500 مواطن يودون العودة إلى السلطنة.
ودعت الخارجية المواطنين إلى ضرورة التواصل والتنسيق مع سفارة السلطنة في العاصمة التركية أنقرة ومع القنصلية في مدينة اسطنبول في هذا الشأن والالتزام بالقوانين والانظمة المتبعة في تركيا.
مريم البلوشي – البلد