ما إن نطق عمر سليمان – نائب الرئيس المصري آنذاك – بأهم قرار في تاريخ مصر الحديث، حتى ضج ميدان التحرير بالفرح والتكبير، وانفجرت مصر جميعها معلنة نجاح ثورة 25 يناير وإسقاط الرئيس محمد حسني مبارك في مثل هذا اليوم الـ11 من فبراير قبل عامين.
لم يكن حسني مبارك يعلم أن قيادته للقوات المسلحة المصرية في حرب أكتوبر سترشحه لمنصب أعلى ، يستطيع أن يصل به لرئاسة جمهورية مصر العربية. حين تسلم دفة الرئاسة في عام 1981 بعد اغتيال السادات، واستمر متشبثا بحكمه مدة 30 عاما لكن الثورة التي وحدت إرادة الشعب المصري كافة، استطاعت أن تخلع الرئيس من منصبه في 18 يوما فقط.
انطلقت شرارة الثورة المصرية في 25 من يناير عام 2011 بعد نجاح ثورة الياسمين في تونس، حيث بلغت أوجها في جمعة 28 من يناير حين احتشد أكثر من 8 ملايين مصري في الشوارع هاتفين بشعار واحد لا عودة فيه: “الشعب يريد إسقاط النظام”.
شهدت التظاهرات اشتباكات وقتلى وجرحى، حتى تم إنزال الجيش إلى الشوارع وأعلنت قيادته أنها لن تتعرض للمتظاهرين. لكن مبارك الذي حاول استمالة الشعب المصري بإلقاء خطابين خلال الأحداث معلنا مجموعة من الإصلاحات، وواعدا المصريين بعدم ترشحه لفترة رئاسية جديدة لم يفلح في تهدئة نفوس المصريين وتراجعهم عن ثورتهم ، واشتدت الهتافات المطالبة برحيل النظام وأعوانه ، مما أدى إلى اشتباكات عنيفة بين الشعب المتظاهر و “بلطجية النظام” فيما عرف باسم “معركة الجمل”.
فوّض مبارك بعد ذلك عمر سليمان ليصبح أول نائب رئيس في حكمه في محاولة منه لإخماد وتيرة المطالبات الشعبية، لكنها لم تلق أي استحسان من الشعب الثائر حتى اضطر تحت ضغط الشعب إلى أن يتنحى عن سدة الحكم، وسلم المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحكم في البلاد.
مثل بعد ذلك الرئيس المخلوع بصحبة نجليه علاء وجمال في قفص الاتهام أمام المحكمة راقدا على سرير متحرك لعدة جلسات حيث أصدرت محكمة الجنايات القاهرة حكما بالسجن المؤبد عليه في 2 من يونيو لعام 2012، وأجريت في مصر انتخابات شرعية لأول مرة بعد تنحي مبارك ، وأصبح الدكتور محمد مرسي أول رئيس مدني في البلاد ينتخب بعد ثورة 25 من يناير في 24 يونيو عام 2012.
تعتبر فترة حكم مبارك رابع أطول فترة حكم في الوطن العربي والأطول بين ملوك ورؤساء مصر منذ محمد علي باشا، وبحسب تصنيف مجلة “باردي الأمريكية” فإن مبارك يعد “الديكتاتور رقم 20 الأسوء على مستوى العالم لعام 2009” فيما صنفته “فورين بوليسي الأمريكية” في المركز الـ15 في قائمة (أسوأ السيئين) لعام 2010 واصفة إياه بأنه “حاكم مطلق مستبد يعانى من داء العظمة وشغله الشاغل الوحيد أن يستمر في منصبه،”
وقد حكم مبارك مصر بقانون الطوارئ لمدة 30 سنة لإخماد أي نشاط للمعارضة، وعرف بميله للسلام مع الدولة الصهيونية وتحالفه مع الغرب، وكان يستعد -قبل الثورة – لتولية ابنه “جمال” خلفا له في الحكم، إلا أن الأقدار حالت دون تحقيق أمنيته فسقط هو وابنه وبطانته بيد الشعب المصري.
رحمة الصوافية – وكالات – البلد
من ألذ ما سمعت أذني.. سقوط دكتاتور بالصوت والصورة
من ألذ ما سمعت أذني.. سقوط دكتاتور بالصوت والصورة