“تجمع صلالة الانتخابي”.. اختيار علني لمرشح الشورى الأكفأ

 ينظم أهالي ولاية صلالة كل 4 أعوام تجمعاً  تفاعلياً اجتماعيا؛ لتحقيق أكبر نسبة مشاركة للمواطنين في اختيار أنسب المرشحين لانتخابات الشورى في عمان.  ويعتبر أهالي ولاية صلالة أن هذه التجربة تساعد في اختيار المرشح الأكفأ والأنسب لتمثيل عضوية مجلس الشورى.

وتتمتع ولاية صلالة بوجود أكثر من تكتل انتخابي، يتم من خلالها اختيار المرشحين للانتخابات. في هذه التقرير محرر صحيفة البلد شارك في رصد التظاهرة السنوية لإحدى التكتلات في مدينة ولاية صلالة.

 

التجمع الانتخابي

يتم فتح باب الترشح للتجمع الانتخابي لجميع المنتسبين للتجمع لمناطق ولاية صلالة لانتخابات مجلس الشورى الدورة الثامنة، من أفراد ومكونات اجتماعية، على أن يتمتع المترشح بالحد الأدنى من المؤهلات العلمية (الثانوية العامة) إلى جانب الخبرات العلمية الضرورية والتمتع بالقدرة الخطابية والحوارية في مختلف المجالات.

تقوم بعدها لجنة مكونة من 8 أشخاص باختيار المرشح  من خلال التقييم الكمي بعيداً عن التدخل والاشتراك في التقييم التقديري.

مرشحي العالم الحالي

في هذا العام ترشح للتجمع 11 مرشحاً منهم 3 اعضاء أعلنوا انسحابهم، وقام الأعضاء الـ 8 الباقين بتقديم برامجهم الانتخابية أمام المحاورين الستة ولجنة التقييم والاختيار المكونة من 40 عضواً وفق مدة زمنية محددة.

وتركزت مهام لجنة الـ 40  عضواً في التقييم التقديري القائم على الأداء المباشر للمرشح من خلال برنامجه الانتخابي والمحاور الرئيسية للتقييم وهي خمسة محاور؛ بداية بأداء البرنامج الانتخابي ومحور الشورى ومحوري التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومحور الخبرات العملية والأداء البرلماني.

فريق المحاورين

وأما فريق المحاورين يتكون من 6 أعضاء من المتخصصين وهم من المبدعين في المجالات التي تتطلب مهارات حوارية عالية من خلال توجيه الأسئلة ومحاورة المرشحين لتمكين اللجنة الرئيسية من الوقوف على مهاراتهم الحوارية واستعداداتهم الذهنية من حيث البديهة والقدرة  على المحاججة.

بينما يلتزم فريق الفرز الذي يتكون من 8 أعضاء، بأداء عمله مع سرية البيانات التي يطلع عليها ولا يحق لأعضائه المشاركة في عملية التصويت الخاصة باختيار المرشحين.

وكانت اللجنة الرئيسية التي تتكون من 16 عضواً يمثلون جميع الدوائر بالتساوي، قد قامت بإدارة وتنفيذ أعمال التجمع الانتخابي بالإضافة إلى إعلان أعضاء لجنة اختيار المرشحين الأربعين الممثلين للدوائر واختيار أعضاء الفريق المحاور وأعضاء فريق الفرز، ووضع الآليات والإجراءات التنفيذية المناسبة، وفق لائحة التجمع.

وفي نهاية التجمع الذي حضرته صحيفة البلد، السبت الماضي، اعلنت لجنة الفرز هذا العام فوز المترشح “محمد أبوبكر السيل الغساني” بالمركز الأول لحصوله على أعلى نسبة من التقييم.

وقال سعيد الشحري، محامي وأحد المنظمين الرئيسيين : “نجحت التجربة في أن تخلق نوعا من التوافق والقبول من جميع المرشحين وكذلك اللجنة الرئيسية من خلال تجسيد عملي لجميع الاجراءات المنصوص عليها في اللائحة من خلال اللجان المختلفة التي تنتهي بتقييم المرشح بشكل نزيه وحيادي وموضوعي”.

وأوضح الشحري بأن أبرز تحدي واجه التجمع هو إقناع الناخب العادي بآليات العمل، لأن التجربة الانتخابية خرجت عن المألوف، وتحتاج لجهد مضاعف للتعريف بالآليات والوسائل المتبعة ومن ثم العمل على تجسيدها على أرض الواقع وهو ما تم انجازه بفضل لله من خلال التجمع.

وأشار المحامي سعيد الشحري إلى أنه على الرغم من جذور القبيلة المتأصلة في المجتمع، استطعنا توظيفها توظيف ايجابي للحفاظ على اللحمة الاجتماعية وعلى التعاون ما بين جميع مكونات المجتمع.

وأشاد أحمد الغافري، مدرب في التنمية البشرية بالتجربة وأن ما تم في تجمع صلالة الانتخابي جعلنا أكثر ثقة في نهج السلطان قابوس، المتدرج في تطوير وإنضاج المشاركة السياسية بوعي.

وأضاف: حضرت عرساً وطنياً لاختيار مرشح التجمع،  وليس مستغرباً بالطبع أن تنطلق هكذا أفكار من  صلالة، وجعلني أشعر أن هكذا ممارسة حضارية راقية، كان جلالته بثقته في شعبه يراها رأي العين قبل 45 عاما!

وأوضح الغافري بأن من كل شخص في صلالة تتعلم شيئاً جديداً، واليوم منحتنا مدرسة تجمع ولاية صلالة الانتخابي درساً عظيماً في المواطنة الفاعلة.

يقظان الشكيلي – البلد