اليحيائي : الإعلام أغفل المنجز الحقيقي وهو “الوحدة الوطنية”

قال الإعلامي العُماني والمذيع السابق بقناة الحرة في حديثه عبر برنامج “حوار البلد” أن هناك تحولات جذرية شهدتها عُمان والمنطقة العربية ككل وكان من أبرز هذه التحولات كسر حاجز الخوف لدى الشعوب واتساع هامش حرية التعبير وجاء هذا متواكبا مع الثورة المعلوماتية في شبكات التواصل الاجتماعي التي استفاد منها الشباب في التعبير عن آراءه وتصوّراته.

تحولات 2011

وأضاف اليحيائي: ” الإعلام لم يستفد من تلك التحولات الحاصلة في عام 2011م في حين أن الحكومة استفادت أكثر من تلك التحولات، وقال أن هناك مؤسسات في الدولة تعمل بشكل أكثر عمقا وأكثر تنظيما على دراسة التحولات في المجتمع من الإعلام والذي كان من المفترض أن يواكب هذه القضايا وهذه التحولات.

وقال اليحيائي :”الإعلام العُماني أغفل الحديث عن “الوحدة الوطنية” وهي تعد المنجز الحقيقي للسلطان قابوس بينما ركز في الحديث عن النهضة المباركة والتنمية ، وهو حديث غير مفيد مع الجيل الجديد فهو يرى أن الطرق والشوارع والمستشفيات منجزات طبيعية يجب على الدولة أن تقوم بها.

ويؤكد محمد اليحيائي في حديثه ” ضرورة الحاجة إلى استراتيجية إعلامية واضحة للتحولات التي يشهدها العالم اليوم”، وأشار إلى أن التطوير الذي حصل في الإعلام العُماني في عام 2011 م كان على مستوى “الاذاعة والتلفزيون” فقط.

إعلام الدولة وليس الحكومة

وأضاف : ” المطلوب تغيير الفلسفة الحاكمة للإعلام في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون و يجب أن ترتبط هذه الفلسفة بالدولة بكل مكوناتها بما فيها المجتمع والحكومة وألا تكون فقط لسان يتحدث باسم الحكومة، فالحكومة لا تحتاج الى إعلام ناطق باسمها، فمنجزاتها يجب أن تتحدث عن نفسها”.

كما أشار اليحيائي إلى أن هناك رغبة من جهات الدولة لتطوير الإعلام في عُمان، ولكن يوجد ارتباك في تنفيذ هذه الرغبة وبالمثال ذكر أن الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون لديها رغبة في التغيير ولكن هناك مشكلة في الجهاز التنفيذي للهيئة، لذا التغيير حدث فقط في الشكل ولم يصاحبه تغيير في المضمون فعلى سبيل المثال : في البرامج الحوارية يتم التعامل مع الضيف بثقافة السبلة وليس المواجهة”.

الاستثمار
و ذكر اليحيائي في حديثه إن الاستثمار في الإعلام مربح جدًا وقال: ” أتمنى أن يأتي مستثمرون عُمانيون في هذا المجال وتكون هناك مبادرات للإعلام الوطني الخاص غير المملوك للدولة”، وأضاف: “الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون يجب أن تتم إدارتها بثقافة السوق والشركات، ولا يجوز التعامل معها على أنها مؤسسة خدمية، تصرف الدولة أموال طائلة دون أية عوائد، ويعتقد أنها خطوة مكلفة جدا”.

الصحافة المطبوعة تتراجع
وحول الصحافة والعمل الصحفي في عُمان يرى محمد اليحيائي أن مستوى الصحافة المطبوعة متراجعٌ جدا سواء الصحف المملوكة للدولة أو الصحف الخاصة، مؤكدًا أن الصحف الخاصة أسوأ من الصحف المملوكة للحكومة. وقال أن المسؤول في عُمان لا يتعاطى مع وسائل الإعلام لأنه يظن أن الإعلام عبارة عن “إعلام علاقات عامة” والمؤسسة الصحفية لا تحمي الصحفي ولا تدافع عنه لذلك فالمسئول لا يحترم هذا الصحفي أو يتعاطى معه. ويضيف ” لو تم رفع الدعم الحكومي عن الصحف ربما لأغلقت هذه الصحف” لذا يرى أنه من الواجب أن تفكر في وسائل أخرى للبقاء وهذا قد يضطرها لـ “تغيير طريقة تعاملها وتعاطيها”.

وأضاف: “يجب على الدولة أن تُمكِّن الصحافة حتى تكون “عين رقيبة على الممارسات” وأن تساعد السلطة التشريعية في أداء دورها في فضح هذه الممارسات، موضحا أن التمكين يكون من خلال السماح للصحفي من الحصول على المعلومات وفتح الملفات وعلى الدولة أن تصدر “قانون حرية المعلومات” يسمح للصحفي الحصول على المعلومات وكشف الملفات.

حوار البلد – البلد