تتكرر كثيراً في الآونة الأخيرة مصطلح ” الاختلاط” أو ” تحريم الاختلاط” وهي كلمة مستحدثة لتحديد وضع ومكانة المرأة في المجتمع، فمصطلح “تحريم الاختلاط” -التي يرددها البعض الآن من الفئات الفاقدة للحس المعرفي والثقافي لأهمية المرأة ودورها في الحياة-عند الرجوع لأصوله دخيل على مجتمعنا، فعند العودة إلى الوراء نجد أن البيئة الاجتماعية لعمانية في السابق لم تعزل المرأة عن الرجل، ويظهر ذلك كثيراً في المجتمعات القروية أو البدوية، فنلاحظ أن للمرأة لها آثر واضح في الحركة الاجتماعية والزراعية سابقاً،وبالنظر إلى معنى الاختلاط هو الاندماج بين جميع فئات المجتمع، وذلك هو الوضع الطبيعي لأي مجتمع يتفاعل جميع أفراده فيه، وعند الرجوع للدين فأنه لم يحرم الاختلاط، بل كان وضع المرأة تاريخيا له مكانة سياسية واجتماعية واقتصادية، ولم تعزل المرأة فيه عن القيام بأعمالها اليومية، وإنما ذكر مصطلح ” الخلوة” والذي حاول أولئك المتطرفين والكارهين للمرأة عن طريقه فرض سيطرتهم عليها بخلط الاوراق واعتبار الاختلاط محرم وله مفاسد وهمية، فتلك الجماعة التي تحاول الفصل بين الجنسين تكرر عبارة مستهجنة لتحريم الاختلاط، والمؤسف أن لهؤلاء الجماعة أذان صاغية لهم لمحاولة فصل الذكور عن الاناث، الذي هو وضع طبيعي للوجود الانساني في المجتمعات البشرية، بل وفي الوضع الطبيعي للكائنات الحية.
مصطلح تحريم الاختلاط هي محاولة لوضع قوانين ينفصل فيها الافراد إلى مجتمعات ذكورية ومجتمعات أنثوية، ومن ثم يتم تقنين وضع المرأة أكثر وأكثر في المجتمع، ويتلاشى دور المجتمع الطبيعي في دمج جميع أفراده في جميع القطاعات ، وبالتالي ستقلل من نسبة التساوي بين أفراده، وتزداد العنصرية ضد المرأة، وللأسف فأن هذه الفئة تبدء في بث مثل هذه الأفكار عبر الأسرة، فيلقن في مجتمع الاسرة الصغير بضرورة العزل بين الأخ وأخته، ويجب على البنت عدم الجلوس مع أخوتها الذكور، عن طريق زرع في الفتاة بأنها مصدر الشرور والمفاتن الشيطانية، وبالتالي تتمكن تلك الافكار من زعزعة الثقة في الفتاة بنفسها، وعدم احترام الأخوة لها، واعتبارها كائن يجب أن يعزل، والأجدر بمثل هذه الأسرة نشر الثقة بين جميع ابنائها وأن تتحمل مسؤولية تربية أجيال تدرك إنسانيتها وحقوقها وتزرع فيهم حب التعليم والمساواة، فمثل هذه الأفكار تشوه من صورة المرأة وتترك الحرية للبعض في الإساءة إلى أخلاقياتها ونشر الشائعات حولها، وتنامي القصص الفارغة التي تدل على أن هناك فئة فارغة العقل في المجتمع ودخيلة عليه لا هم لها سوى ابتداع واختلاق القصص ضد الوضع الطبيعي الذي يجب فيه أن يكون في دور المرأة واضح في المجتمع، ومن المؤسف استخدام التقنية لسرعة نشر مثل هذه الأفكار، فهي تواكب التطور في النشر وتقتل الفكر عن التطور، وكل ما ترغب به هذه الفئة تحجيم دور المرأة والتحكم في تصرفاتها وسلوكياتها وحياتها ومستقبلها بداءً من الصفوف الدراسية وصولا إلى دورها في المجال العملي، والمضحك أن هؤلاء يدعون إلى عزل المرأة وبذات الوقت أفكارهم وكلامهم وجلستهم تدور كلها عن المرأة وحول المرأة.
قد لا يدرك أفراد المجتمع تأثير مثل هذه الأفكار التي تنشرها هذه الجماعات المتطرفة على الوضع الطبيعي للمجتمع، وبالتالي سيؤدي إلى ازدياد الانحطاط الفكري والعلمي والثقافي في مجتمعنا، فحين يتم فصل وعزل الجنسين، ستظهر مشاكل في التركيبة التكوينية للأفراد في المجتمع، فعن طريق عزل المرأة عن الرجل والعكس، سيظهر بالمجتمع مجتمع ذكوري ومجتمع انثوي، ومن ثم ستظهر بوادر الكبت التي سيؤدي إلى انتشار التحرش وغيرها من المشاكل النفسية التي ستظهر في السطح، مع أني لا اعترف بمقدرة تلك الجماعة على نشر مثل هذه الافكار والعمل بها في ظل وجود الاعلام المرئي والتقنية المتطورة في مجال الاتصالات!
انتشار مثل هذه الدعاوي في الوقت الحالي لأمر يدعو إلى الاستغراب، فتأثير تلك الأصوات التي تخلفها تلك الفئات لها مقدرة على زعزعة الركود في المجتمع، وربما ذلك هو سبب ظهورها، وأنه لمن المستغرب ألا تظهر بالمقابل جماعات إنسانية تدعو وتطالب إلى ضخ كمية من التعليم بصورة متطورة تواكب اخر مجالات التعليمية والعلمية، بالإضافة إلى ضرورة توافر الأدوات اللازمة بصورة سريعة كفيلة بمنع تلك الأفكار القمعية من الظهور مرةً ثانية، فمنع الاختلاط معناه منع العمل والحركة والابداع والتعليم والتواصل، أي بمعنى منع الإنسان من أن يكون إنساناً.
عادلة عدي
يا كاتب المقال لا تفتي فلست عالما …أرجع إلى مفتي عمان لتعرف الحق
الاختلاط المباح المعقول الهادف الذي يجسد ضرورة الحياة ومصالحها
هو المباح
وفي المقال افكار كثيرة بحاجة إلى تفنيد لعل أهمها السوداوية التي كتب بها المقال والشيطنة اتجاه من ينادي بحرمة الاختلاط التي حرمها الاسلام قبل 1400 عام
المرأة تشارك المجتمع لكن وفق ضوابط تحفظ كرامتها وعزتها وتؤدي دورها وفق إطار شرعي واجتماعي يناسبها ..
ولا يوجد داعي لاضافة عبارات مثل أن تفصل المرأة عن أخوتها وتعزل في بيتها عن إخوانها فهذا أمرلم يقل به أحد ولا يقره عقل ..
وهو يضفي للمقال ضعف وركاكة واضحة
ولي عودة باذن الله
وأتمنى ان احظى بفتح حوار مباشر مع الكاتبة aal2bi@gmail.com
منع الاختلاط لا يقابله تعطيل دور المرأة .
الاختلاط يقابله صيانة المرأة عن الرجال
وهناك فرق ..
المرأة قديما صحيح كانت تختلط وفق ضوابط
فكانت تسعى مع زوجها وأبيها من أجل الرزق والعمل
فابنتا شعيب مثلا كانتا ترعيان الأغنام ..
لكن كن لا يختلطن بالرجال ..
ولكن لم يكن ذلك أنهما لا يكلمان الرجال
هناك فرق يا كاتبة المقال
فرق كبير بين أن تمارس المرأة دورها فس المجتمع
وبين أن تختلط
أتفق تماماً مع الكاتبة عادلة عدي
لو أعدنا النظر في الأمر نجد أن "منع الإختلاط" هو الذي ينافي الفطرة السليمة.
فالعزل بين الجنسين هو ليس إلا تثبيت لفكرة أن الإنسان مخلوق للجنس فقط، و هو ما لا يقبل به الإنسان نفسه.
في المقابل العزل ليس حلاً، لأنه واقعاً يوجد في الجنس الواحد أشخاص ذات ميول مثليية فأين سيضع المتطرفين هؤلاء.
أشكرك على المقال الهادف.
هكذا هم العلمانيين..عقولهم قصيرها
وجهة نظر في محلها.. لعل الحاصل هو ان المجتمع اتبع نمط التقليد الاعمى للاختلاط والتركيز على المجتمعات اللاأخلاقية كمثال يعزز نزعتهم المتوهمه للفضل القسري بين الجنسين..
قاتل الله الجهل و المبتدعة
أسأل الله العلي القدير أن يرد كيد الكائدين إلى نحورهم..
ليتها كتبت بلغة غير العربية، فالعربية يجب أن لا تدنس بمثل هذه الأقلام الجاهلة لدين الله و حدوده.