البهلاني: غياب السلطان قابوس أثّر على أداء الحكومة

قال الدكتور المعتصم البهلاني، رئيس تحرير مجلة الفلق الإلكترونية، أن غياب السلطان قابوس أثّر على الأداء الحكومي في البلاد، فأصبح هناك بطء في الأداء؛ مشيرا إلى أن الأداء الحكومي في انحدار مستمر بحسب رأيه.

ويتوقّع البهلاني أن عودة السلطان قابوس سيصاحبها تغيير جذري في هيكلة الدولة لتحسين الأداء الحكومي، ومن أهم هذه التغييرات التي ستشهدها السلطنة هي: تعيين رئيس وزراء لتحسين الأداء الحكومي المترهل، بحسب وصفه؛ موضحا أن الأداء الحكومي بعد عام 2011 ضعف بشكل عام ، ويعود ذلك إلى العامل البيروقراطي، رغم الأداء الجيد لبعض الوزراء.

ويطالب البهلاني بتعيين رئيس وزراء يكون على اتصال مباشر بـ السلطان قابوس ويكون محاسب من قبل السلطان و مجلس الشورى، كما يرى ضرورة الفصل بين مجالس التخطيط والتعليم وغيرها، لأنها تؤصل بيروقراطية الأداء الحكومي.

وأكد البهلاني على ضرورة التفريق بين السلطان قابوس كإنسان وبين الأداء الحكومي، فعلى المستوى الإنساني هناك ارتباط عاطفي كبير بالسلطان، وأضاف هناك شعور وهاجس لدى عدد من الشباب العُماني بأن الوحدة الوطنية في عمان مرتبطة بوجود السلطان قابوس.

وأشار البهلاني في حديث لبرنامج حوار البلد الذي تبثه صحيفة البلد الإلكترونية، بالتعاون مع إذاعة هلا أف أم، أشار إلى أن عودة السلطان قابوس كان الحدث الأبرز في السلطنة بعد عدة أشهر من القلق والتكهنات والشائعات حول صحته وعودته؛ حيث شهدت وسائل التواصل الاجتماعي شهدت تفاعلاً كبيراً يوم وصوله.

وحول إشراك الشباب في المناصب الإدارية العليا في الدولة، يقول البهلاني أن هناك وزراء شباب أظهروا جدارتهم كـ الدكتور محمد الفطيسي، وزير النقل والاتصالات، وبالتالي غيروا وجهة النظر تجاه الوزراء الشباب.

وفي حديثه حول تعاطي الإعلام العماني الرسمي مع قضايا المواطن، قال البهلاني أن نسبة تعاطي التلفزيون الرسمي والإذاعة الرسمية مع هموم المواطنيين أقل بكثير عن نسبة تعاطيها قبل أحداث 2011، مشيرًا إلى أن كل البرامج التي كانت تناقش هموم المواطنين في التلفزيون الرسمي تم إغلاقها بشكل جذري ولم تعد بنفس الزخم قبل عام 2011.

وأوضح البهلاني أن طرح هموم المواطنين في الإعلام ليس من أجل إحداث الضجيج؛ بل لملامسة قضاياهم وهمومهم، ولا يزال هناك وزراء يتبنون نفس النظرية التي كانت تمارس قبل أربعين سنة، وهذا يؤدي إلى مزيد من الاحتقان، وقال لا أتمنى أن يخرج الشباب مرة أخرى في الشوارع للمطالبة بحقوقهم ويعود معها رفع الغطاء الأمني مثلما حدث في 2011.

وقال البهلاني أن بعض الإعلاميين “بوق للسلطة” يضخمون ما تم إنجازه، والناس لا يفرقون بين رسالة الإعلام و بين العلاقات العامة؛ فالإيجابية يمكن أن تجدها في منشورات الوزارات.

وأضاف: ” على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، أحدثت هذه المواقع نقلة نوعية بعد 2011؛ فهي منصات تناقش قضايا أساسية في المجتمع.

وأكدّ أن تجاوب السلطة مع القضايا المطروحة في مواقع التواصل الاجتماعي كان إيجابيا؛ لكنه كان بشكل هرمي؛ إلا أن هناك توّجس من بعض الأشخاص عندما يطرحون آرائهم في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تم استدعاء البعض منهم، والوضع الطبيعي أن الإنسان يطرح رأيه دون أن يُستدعى من قِبل السُلطة.

وفي حديثه حول مجلس الشورى العماني قال البهلاني أن مجلس الشورى لا يمتلك صلاحيات تشريعية نطمح لها، فهو معقد في عمله وبسيط جدًا في الأشخاص الموجودين بداخله، ويرى أن الإشكالية في مجلس الشورى تكمن في أعضائه؛ فالأعضاء ينظرون إلى الوزراء بأنهم أعلى منهم، بينما الحكومة هي من يجب عليها أن تنصاع لممثلي الشعب.

وأضاف: أن شريحة كبيرة من المجتمع ينظرون إلى الأعضاء بأنهم ممثلي ولايات، والأصح هم ممثلي بلد يطالبون بصلاحيات تشريعية، يفترض على المجالس البلدية أن تقوم بالدور الخدمي عن مجلس الشورى حتى يتفرغ المجلس لأدوار أهم في البلاد.

مسقط – البلد

2 تعليقات

Comments are closed.