عائلات عمانية تسرد قصصها مع أطفال التوحد بعد برامج التأهيل

زهراء الجردانية أم عمانية تعيش مع طفلها “عمر” الذي يبلغ من العمر 7 أعوام  ويعاني من التوحد، تغيرت لديها الكثير من المفاهيم والممارسات حول التعامل مع طفلها بعد حضورها حلقات عمل متخصصة للتأهيل.

الزهراء رأت أن التأهيل والتدريب  أكثر فعالية من أي علاج آخر “للأطفال الذين يعانون من اضطرابات التوحد”، وأوضحت أنه بعد العودة من الدورة التدريبية التي شاركت فيها حول موضوع التعامل مع أطفال التوحد في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تكفلت مؤسسة الزبير بها، تغيرت رؤيتها في التعامل مع طفلها.

مفاهيم خاطئة

وذكرت أم عمر أنها تلقت برنامج تأهيلي آخر في مسقط، تمكَّن من خلال المنظمون استقطاب عدد من أهالي أطفال التوحد في مسقط ، واوضحت أن البرنامج لاقى تجاوب وانطباعات جيدة من قبل الأهالي لأنهم اكتشفوا أن هناك بعض السلوكيات والمفاهيم الخاطئة لديهم يجب أن تتغير في طرق التعامل مع أطفالهم”.

وليد البلوشي هو الآخر أب لطفل يعاني من اضطرابات التوحد أسمه “خالد”، ويبلغ من العمر 7 أعوام ، وقد كان وليد أحد المبتعثين إلى البرنامج التدريبي الخاص بالتعامل مع أطفال التوحد في الولايات المتحدة  يقول حول تجربة التأهيل: “إن من أهم الطرق للتعامل مع الذي يعانون من التوحد تكون من خلال العمل على تغيير القناعات السلبية الموجودة عند الآباء تجاه أطفالهم إذا قرر الأب ذلك”.

يضيف وليد:” أن التدريب الذي تم تقديمه لهم، لم يركز على جوانب محددة بل  كان تدريباً متكاملاً لكيفية التعامل مع أطفال التوحد والعمل على تغيير الفكر النمطي تجاه  المصاب بالتوحد، حتى نتمكن من مساعدة الاباء الآخرين في تطوير طرق التعامل مع الطفل المتوحد، لقد اشتمل التدريب على طرق تنمية مهارات الطفل المتوحد العقلية والاجتماعية”.

قدرات الطفل

يرى وليد البلوشي أن تعامله مع طفله خالد – المصاب بالتوحد –  تغيَّر للأفضل عن السابق، حيث ذكر أنه ” لم يكن يدرك كيفية التعامل مع طفله المتوحد وكان لا يرى أن لدى طفله أي جوانب ايجابية، أما بعد البرنامج  فشعر أن الأمر أختلف تماماً واستطاع أن يبني وينمي مختلف قدرات طفله الإيجابية عن طريق تطبيقه  للمهارات التي اكتسبها”.

ويأمل وليد البلوشي في أن يتمكن في القريب العاجل من نقل المعارف والخبرات التي حصل عليها من البرنامج إلى  عائلات عمانية يعيش بينهم الاطفال مصابين بالتوحد”

احتياجات وتجارب

أم جسّار احدى المشاركات في البرنامج التأهيلي الذي أقيم في مسقط حول أطفال التوحد بدعم من مؤسسة الزبير قالت للبلد  “استفدت الكثير من البرنامج، من خلال فهم طرق التعامل مع الطفل و بعض الأساليب المتبعة لفهم تصرفاتهم و احتياجاتهم”. وأضافت : “المدربين قاموا بعرض تجاربهم مع أبنائهم و كيفية التعامل معهم، كذلك قاموا بالإجابة عن الأسئلة التي وجهها إليهم الأهالي عن بعض المشاكل التي تواجههم مع اطفالهم”.

وأشارت أمّ جسّار إلى أنها كانت تواجه  قبل حضور الدورات التأهيلية  بعض الغموض حول كيفية معرفة تصرفات الطفل المصاب بالتوحد، والوسيلة المناسبة للتعامل معه، ولكن بعد حضور البرنامج تمكنت من معرفة الكثير من الطرق والوسائل التعليمية والأنشطة التي بالإمكان تطبيقها منزليا مع الطفل او حتى خارج المنزل، على حد قولها.

ولم تتمكن  البلد من الحصول على احصائيات رسمية حول عدد الأطفال الذين يعانون من التوحد في السلطنة. يذكر أن وزارة التنمية الاجتماعية في السلطنة اصدرت قرارا يقيد الجمعية العمانية للتوحد في سجل الجمعيات الأهلية في فبراير 2014.

وتهدف الجمعية كما جاء في موقعها الإلكتروني إلى المساهمة في تطوير وتكثيف الخدمات الشاملة التي يحتاجها أطفال التوحد، وإنشاء قاعدة معلومات حول حالات التوحد بكافة أنواعها والمراكز التشخيصية والمراكز التي تقدم أوجه الرعاية والتأهيل المختلفة لهذه الفئة في السلطنة، إعداد بروتوكول وطني موحد ( طبي – نفسي – تربوي ) للتشخيص يساهم في توحيد الإجراءات وسرعة اكتشاف الحالات.

وكانت مؤسسة الزبير قد دشنت مؤخرا مبادرة “لأجلهم” وهي  مبادرات خيرية تهدف  إلى تأهيل أهالي وأسر الأطفال المصابين بالتوحد لإرشادهم إلى كيفية التعامل معهم. وأرسلت مؤسسة الزبير بإرسال عددا من أهالي أطفال التوحد للتدريب في واحد من أهم المعاهد الأمريكية المعنية بمرض التوحد.

يقظان  الشكيلي – البلد