جامعة “عجمان” : تباين واضح بين خطاب الملحق الثقافي العماني وتصريحات “التعليم العالي”

أصدرت جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا بياناً حول قرار وزارة التعليم العالي في السلطنة وقف التحاق الطلبة العمانيين بها، حيث أوضحت الجامعة أنها تلقت  خطابا من الملحقية الثقافية في سفارة سلطنة عمان في أبوظبي بتاريخ 26 فبراير 2015  تُبلغ فيه الجامعة بقرار وزارة التعليم العالي في السلطنة بشأن وقف التحاق الطلبة العمانيين بالجامعة اعتبارا من العام الأكاديمي القادم 2015-2016، وتابعت الجامعة باهتمام ما تم تداوله في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة حول هذا الشأن.

وأشارت الجامعة في بيانها، المنشور على الموقع الإلكتروني الرسمي لها، أنه “ورد في الخطاب الرسمي من سعادة الملحق الثقافي العماني بدولة الإمارات أن سبب صدور هذا القرار يعود إلى ” الضغط على سوق العمل في السلطنة من الموارد البشرية ضمن تخصصات بعينها “، في تباين واضح مع التصريحات الإعلامية لمدير دائرة معادلة المؤهلات والاعتراف في وزارة التعليم العالي بالسلطنة، حيث أشار في مقابلة مع التليفزيون الرسمي العماني ووسائل الإعلام الأخرى إلى وجود تفاوت في نسب القبول بين العام 2010 وحتى العام الحالي، وتدني المستوى العلمي لمساقات برنامج الدبلوم المهني في التدريس، وعدم التزام الجامعة بمعايير الجودة، وعليه فإن الجامعة تؤكد بأن نسب القبول في البرامج الأكاديمية المختلفة ثابتة ومحددة ومعلنة في دليل الطالب، ولم يطرأ عليها أي تغيير، وتلتزم الجامعة التزاما صارما في تطبيق تلك النسب والتي  تُدقق عليها هيئة الاعتماد الاكاديمي في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في دولة الإمارات العربية المتحدة”. وأضافت الجامعة في البيان أنه “تم تطوير المحتوى العلمي لمساقات برنامج الدبلوم المهني في التدريس، وهو برنامج بعد البكالوريوس، وفق توصيات خبراء هيئة الاعتماد الأكاديمي في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في دولة الإمارات والمكلفين بتقييم واعتماد البرنامج، وتضمن هيئة الاعتماد الأكاديمي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي في دولة الإمارات التزام مؤسسات التعليم العالي بمعايير ضمان الجودة، وتُطبق آليات منهجية وعلمية وموضوعية تتوافق مع الأعراف الدولية في الترخيص والاعتماد الأكاديمي. وتفرض هيئة الاعتماد الأكاديمي أحد عشر معياراً لاعتماد أو تجديد اعتماد أي برنامج أكاديمي في الجوانب المتعلقة بتوافق البرنامج مع رسالة الجامعة، و آلية ضمان الجودة، والمحتوى العلمي للبرنامج الأكاديمي، وأعداد وكفاءة أعضاء هيئة التدريس المعنيين في البرنامج، وشروط قبول الطلبة، ومصادر المعلومات والتعلم والمختبرات وتكنولوجيا المعلومات، والمرافق الجامعية، و الموارد المالية، وتوفر وسائل نشر المعلومات ومصداقيتها،  البحث العلمي، خدمة الجامعة والمجتمع، ولتطبيق هذه المعايير تقوم الجامعة بتقديم الوثائق الخاصة بالبرنامج إلى هيئة الاعتماد الأكاديمي، والتي بدورها تستعين بخبراء متخصصين من جامعات ومؤسسات اعتماد دولية لتقييم البرنامج، وضمان التزام الجامعة بتطبيق هذه المعايير على أرض الواقع عبر القيام بزيارات ميدانية للجان التقييم، وإجراء مقابلات مع أعضاء هيئة التدريس، والطلبة، والخريجين ومسؤولين من سوق العمل، وبعد الزيارات الميدانية للجامعة، يُقدم المقيمون تقريراً مفصلاً لنتائج عملية التقييم، يشمل نقاط القوة والضعف، والتوصيات الملزمة للجامعة بتنفيذها لضمان جودة البرنامج ومخرجاته قبل إصدار الموافقة المبدئية لطرح البرنامج. ولا يتم الاعتماد النهائي للبرنامج إلا مع تخريج أول دفعة منه بصدور قرار معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي في هذا الشأن”.

وأضاف البيان : “من هنا نتساءل عن طبيعة الدراسات المستفيضة التي اعتمد عليها مدير دائرة معادلة المؤهلات والاعتراف بوزارة التعليم العالي بالسلطنة في الحكم على مصداقية المخرجات التعليمية لجامعة عجمان، ومدى مواءمة هذه الدراسات والتقارير مع معايير الاعتراف الأكاديمي المتعارف عليها دولياً في تقييم برنامج الدبلوم المهني في التدريس. وهل يُعد ذلك مبرراً ” لشطب ” الجامعة ووقف التحاق الطلبة العمانيين بجميع كلياتها وفروعها؟ ونؤكد هنا أن وزارة التعليم العالي العمانية لم تتواصل مع جامعة عجمان بشكل مباشر أو عبر القنوات الرسمية الأخرى لتوفير البيانات التي يُعتمد عليها في اتخاذ قرار بهذا المستوى. وتجدر الإشارة إلى أن مخرجات برنامج الدبلوم المهني في التدريس تعتمد على المستوى العلمي للطلبة الملتحقين في هذا البرنامج، وجلهم من خريجي الجامعات العمانية المعتمدة من وزارة التعليم العالي في السلطنة، وبفضل الدعم اللامحدود لصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد، سلطان عمان المعظم، والرعاية الكريمة التي يُوليها صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، رئيس مجلس أمناء جامعة عجمان للطالب العماني، تفخر الجامعة عبر مسيرتها التعليمية بتخريج 10000 عشرة آلاف طالب وطالبة من سلطنة عمان، أسهموا في التنمية البشرية والاقتصادية والتعليمية في المنطقة، ولا يزال 749 من الطلبة العمانيين يدرسون في مقري الجامعة بعجمان والفجيرة وكلياتها المختلفة”. 

يذكر أن وزارة التعليم العالي أصدرت الأسبوع الماضي قرارا بوقف التحاق الطلبة العمانيين في كل من جامعة عجمان للعلوم و التكنلوجيا وكلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي وشطب هاتين المؤسستين، حيث يأتي هذا القرار بناء على دراسة مستفيضة قامت بها لجنة معادلة المؤهلات الدراسية عن المؤسسات بالتنسيق مع الملحقية الثقافية وجهات التوظيف ذات العلاقة. وقالت وزارة التعليم العالي أنه  بالنسبة للطلبة الملتحقين قبل صدور هذا القرار فسيتم معادلة مؤهلاتهم الدراسية في حالة استيفائها لشروط المعادلة الأخرى. كما أوضحت الوزارة أن ضعف مخرجات كلا المؤسستين كان له تأثيره الواضح على أداء هؤلاء والذين ينتظم معظمهم في سلك التدريس بالسلطنة، عليه كان لا بد من اتخاذ تدابير لاحتضان الطلبة الراغبين في دراسة تخصصات تربوية ومن أجل ضمان تخريج عمانيين بكفاءات عالية ووفق معايير تتناسب مع جودة التعليم في السلطنة حتى يسهم هؤلاء بالدفع قدما بالعملية التعليمية.

 

مسقط – البلد