مواطنون يستنكرون “تغريدة” لأمين عام وزارة الخارجية

استنكر مواطنون “تغريدة” لأمين عام وزارة الخارجية بدر البوسعيدي كتبها عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” قائلًا إن “العُمانيين يحصلون من الحكومة على التعليم المجاني، والخدمات الصحية المجانية. مضيفا إن الحكومة في عمان تقدم الدعم في المحروقات، وبعض السلع الغذائية كــ الأرز والطحين”.

وختم أمين عام وزارة الخارجية تغريدته بــ عبارة “كونوا واقعيين” –Get Real- في إشارة منه لــ الردود المُثارة من قِبل الرأي العُماني العام على قرار مجلس الوزراء الأخير حول تقليص قائمة السلع التي تراقبها هيئة حماية المستهلك.

وأثارت تغريدة أمين عام وزارة الخارجية ردود فعل واسعة بين مواطنين ومغرين ومدونين حيث أطلقوا وسمًا ساخرًا على “تويتر” يحمل العبارة الأخيرة لتغريدة البوسعيدي #جت_ريل -أي “كُن واقعيًا”- منتقدين رأيه تجاه قرار مجلس الوزراء ومطالبين المسؤولين وصُناع القرار في السلطنة بأن يكونوا أكثر واقعية وأقرب إلى حال وأوضاع المواطن العماني حسب تعبيرهم.

 

“منّ بالحقوق”

وفي تفاعل المواطنون مع تغريدة البوسعيدي رد ناصر الشحري سائلا أمين عام وزارة الخارجية قائلا “معاليك ما تقدم هل قدم للعماني (مِنة) أم حقه كمواطن وشريك في الوطن؟؟ “، فيما يرى الكاتب زكريا المحرمي أنه “لا يليق بمسؤول بدرجة وزير أن يمّن على الشعب بأن التعليم مجاني” وأردف قائلًا: “الوطن وخيراته ((حق)) للمواطن”، وقال غافر الغافري “على الوزير أن يفهم أن ما يُقدّم للشعب هو حق واجب”، مضيفًا ” مؤسف أن يمن وزير على شعب بحق من حقوقه” ويتساءل الغافري قائلًا: هل هذه النظرة “الاستعبادية” عامة في #مجلس_الوزراء تجاه الشعب؟؟

وقال عامر العزري ردا على تغريدة بدر البوسعيدي إن “الشعب العماني أجمع في محافله الرسمية وغير الرسمية أنه يحصل على أقل من حقه عند اعتبار عدد السكان مع خيرات وثروات البلاد، وأضاف “ما ذكرتَه معاليك من الأشياء التي توفر للشعب العماني؛ ما هي إلا الأشياء الأساسية التي تجاوزنا الحديث عنها بعقود من الزمن”.

 

خطاب الشراكة والشفافية

وفي الوقت نفسه يقول يونس الحراصي “عندما قدمت الدولة خدمات التعليم والصحة بالمجان ودعمت المحروقات وبعض السلع فإنها قدمتها لما قُدِّر لها من خيرات ولتنمية مواردها البشرية، وعندما تواجه الدولة الآن بعض التحديات في استمرارية الالتزام بكل هذه الأمور يجب أن يتحول الخطاب إلى خطاب شراكة ومسؤولية لإيجاد الحلول” ويضيف: أما خطاب الــ #جت_ريل حسب وصفه فهو خطاب صدامي استفزازي غير موفق البتة في هذا التوقيت والسياق الذي ينتظر فيه الناس تفاعل إيجابي أكبر حول قرار مجلس الوزراء”، ويؤكد الحراصي أن “الكل يعي التحديات الاقتصادية التي تواجهها الدولة لمواصلة مسيرة التنمية”، فهو يرى أن الحل الأنجع هو “الحديث عن كيفية مواجهة هذه التحديات الاقتصادية” عوضا عن “القول للناس #جت_ريل” أو كونوا واقعيين”. مشيرا إلى أن خطاب الوزير ” يصور ما تقدمه الدولة للناس وكأنه عبء وأنهم السبب فيه ولذا عليهم الصمت وعدم التعبير عن رأيهم الرافض لقرار مجلس الوزراء الأخير!”

كما يرى الحراصي أن “الربط بين رفض الناس للقرار والخدمات التي تقدمها الدولة لهم غير منطقي البتة، فهم لم يطلبوا دعم السلع بل تنظيما شاملا لرفع الأسعار”. ويعتقد أن ما نحتاجه الآن هو “خطاب شراكة شفاف نتحاور بموجبه حول ما يهمنا جميعا لنصل إلى ما نصبوا إليه ونحافظ على منجزات بلادنا ونزيد عليها”.

 

“من باب حسن النية”

في المقابل يرى آخرون أن الوزير لم يقصد “المّن والتفضُّل” على الشعب حسب وصفهم، ويعتقد منتظر الموسوي أن ما كتبه الوزير كان عفويًا ولم يقصد به المن أو الإهانة، وقال “يجب أن ننظر للأمر من باب حسن النية”، وعلى الوزير أن يتدارك الأمر ويصححه” حسب رأيه.

 

يُشار إلى أن مجلس الوزراء أقر تقليص قائمة السلع التي تشمل قرار حظر أسعار السلع والخدمات من قبل الهيئة العامة لحماية المستهلك بالسلطنة؛ حيث شملت القائمة المعتمدة من مجلس الوزراء على 23 سلعة تتطلب عملية رفع الأسعار فيها الى موافقة مسبقة من الهيئة.

 

رحمة البلوشي – البلد