عدوى شراء المتابعين

تويتر ذاك الطائر الأزرق الجميل الذي شكل ظاهرة اجتماعية وإعلامية كبيرة ومؤثرة في السنوات الخمس الأخيرة، طائر حلق بمواقع التواصل الاجتماعي بشكل سريع، سحب البساط من تحت أقدام جوجل وياهو وفيسبوك وMSN  وغيرها من قنوات وتطبيقات التواصل الإجتماعي. لم يكتفِ الأزرق بالتواصل الاجتماعي فحسب، بل أصبح منصة إعلامية تنافس الإعلام التقليدي المرئي والمكتوب، كما استقطب تويتر وكالات الأنباء و المؤسسات والشركات العالمية، والإعلام، بالإضافة للمشاهير والسياسيين حول العالم خلال فترة وجيزة ليصبح الوجهة الأهم والأكثر سرعة في نقل ونشر الخبر. 140 حرفاً غيرت واجهة التواصل الاجتماعي العالمي وأثرت بشكل كبير في المجتمعات العالمية، عدد من الحروف يراه البعض قليلة ويراها الأخرون كافية من باب “خير الكلام ما قل ودل”.

في الفترة الأخيرة أصبح تويتر واجهه للمواطن العربي بعد أن لعب دورا كبيرا في ما يسمى بالربيع العربي، حيث كان لهذا الدور تأثير كبير في ازدياد عدد المستخدمين العرب لتويتر وفي فترة وجيزة. من الجيد أن يزداد مستخدمي التكنلوجيا والتواصل الاجتماعي العربي، لكن ما يجب النظر إليه هنا هو أن هذه الزيادة غير المحسوبة تسببت في إخراج بعض الظواهر الخاطئة والتي اذكر منها هنا  ظاهرة شراء المتابعين والتغريد الآلي، حيث تمتلئ مجتمعاتنا العربية بالمظاهر المصطنعة والكاذبة في أحيان كثيرة أو ما نسمية محليا بـ “الفشخرة”. يظهر البعض للمجتمع بحلة وبشكل بعيد كل البعد عن شكله الواقعي. هذة الظاهرة تحولت من المجتمع المحلي للعالم الإفتراضي وذلك من خلال شراء المتابعين في تويتر والإنستجرام. ظاهرة وللأسف الشديد تؤثر سلباً على قنوات التواصل الاجتماعي العربي.

يقوم الكثير من المستخدمين بشراء المتابعين من أجل التباهي ومن أجل كسب سمعه إعلامية وشكل مزيف. كما يقوم البعض الآخر بشراء المتابعين من أجل الكسب المادي والتسويق التجاري.

ويفسر بعض المحللين أن هذة الظاهرة نابعة من نقص داخلي لذلك يحاول المستخدم سد هذا النقص بشراء المتابعين والخروج من نقصه من خلال المظاهر الكاذبة، فـ بالنظر لبعض الحسابات التي قامت أو تقوم بشراء المتابعين تجد أنها في أغلب الوقت تغرد لنفسها، حيث أن أغلب المتابعين عبارة عن حسابات غير فاعلة. وهي عبارة عن مجرد رقم في خانة المتابعين يثقل قواعد بيانات الطائر الأزرق الصغير.

في الفترة الأخيرة ظهرت صناعة شراء المتابعين بشكل كبير في الوطن العربي وخصوصا الخليجي منها.

يذكر البعض من أصحاب الحسابات التي تبيع متابعين أنهم يجنون ما يقارب من 800 دولار امريكي في اليوم الواحد من بيع المتابعين. وهو رقم ليس بقليل إذا ما نظرنا لعدد الحسابات التي تبيع المتابعين. يذكر هنا أيضاً ان تويتر شنت حملة لحذف المتابعين الوهميين والغير فاعلية لكن أصحاب حسابات بيع المتابعين تغلبو على الأمر من خلال إنشاء حسابات التغريد الآلي والتي تكون فاعلة على مدار الساعة وبذلك يصعب على مواقع قياس نسبة المتابعين الوهميين التعرف على الحسابات المزيفة والوهمية.

حسن العجمي
حسن العجمي

تنتقل من بلد لاخر وعدد الزبائن يرتفع في الوطن العربي بشكل كبير. يجدر بالذكر هنا أن بعض العمانيين ايضا إتجه لشراء المتابعين لسبب أو لآخر. عدد العمانيين الذين يشترون متابعين كبير والتوجهات مختلفة منها التسويق ومنها الظهور الإعلامي ومنها الفشخرة ايضا. ففي عُمان اصبح المستخدم لقنوات التواصل الإجتماعي أكثر إلماما بها وبما يدور فيها من محتوى. هذا الأمر سيؤثر بشكل كبير على مصداقية بعض الحسابات إذا ما علمنا أن بعذ هذة الحسابات هي حسابات لها تواجد إعلامي وتجاري في مجالات مختلفة في السلطنة. ما أود الإشارة إليه هنا أن بعض الأقنعة والحسابات التي تملك نسبًا كبيرة من المتابعين تسقط سريعاً. وقد تعمل تويتر على حل هذة المشكلة أيضا مما قد يعرض البعض للإحراج. إضافة لذلك لا يوجد جدوى من شراء المتابعين سوا سد النقص الداخلي لدى البعض. وأتمنى ان ينظر البعض لهذا الأمر بواقعية أكثر.

 حسن العجمي

3 تعليقات

Comments are closed.